شباب الختمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الختمية

منتدى شباب الختم يتناول قضايا الشباب وفعالياتهم


    سورة طه مكية وآياتها مائة خمسة وثلاثون

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    سورة طه مكية وآياتها مائة خمسة وثلاثون Empty سورة طه مكية وآياتها مائة خمسة وثلاثون

    مُساهمة  Admin الثلاثاء أبريل 24, 2012 1:26 am

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (Cool وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)
    (بسم الله الرحمن الرحيم طه) هو اسم من أسمائه صلى الله عليه وسلم وقيل معناه يا رجل وقرئ طه على أنه أمر للرسول بأن يطأ الأرض بقدميه في التهجد (ما أنزلنا عليك) أيها النبي ( القرآن لتشقى) لتتعب لكثرة الجهد (إلا) لكن أنزلناه (تذكرة) موعظة (لمن يخشى) الله (تنزيلا) أي القرآن (ممن خلق الأرض) الأرضين السبع (و السموات) السبع (العلى) المرتفعة (الرحمن على العرش استوى) كما يليق به (له ما في السموات ومافي الأرض) ملكا وعبيدا ( وما بينهما كذلك (وما تحت الثرى) الأرضون السبع (وإن تجهر بالقول) بذكر الله ودعائه (فإنه) غني عن الجهر (يعلم السر و أخفى) ما خطر بالبال (الله لا إله إلا هو) لا معبود سواه (له الأسماء الحسنى) العظمى (وهل أتاك حديث) خبر قصة (موسى) الكليم (إذ رأى نارا) في ذهابه إلي مصر من عند شعيب وأخذ امرأته الطلق فطلبوا نارا (فقال لأهله) لأمراته (امكثوا) اصبروا مكانكم (إني آنست نارا) أبصرتها (لعلي آتيكم منها بقبس) شعلة (أو أجد على النار هدى) من يهديني إلي الطريق (فلما أتاها) وجد نارا بيضاء تتقد في شجرة العوسج (نودي ياموسى) قال من المتكلم قال (إني أنا ربك) أردت اصطفاءك (فاخلع نعليك) وكانت من جلد حمار ميت وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف وجبة وعمة صوف وسراويل صوف وكانت نعلاه من جلد حمار ميت رواه الترمذي ( إنك بالواد المقدس) المطهر المبارك (طوى) اسم الوادي (وأنا اخترتك) اصطفيتك لنبوتي (فاستمع لما يوحى) أوحيه إليك (إنني أنا الله لا إله إلا أنا) المنفرد بالألوهية (فأعبدني) وحدني (وأقم الصلوة لذكري) لتذكرني فيها
    إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ
    (إن الساعة آتية) يوم القيامة (أكاد أخفيها) أريد أخفاء وقتها (لتجزى) فيها (كل نفس بما تسعى) من حسنة أو سيئة (فلا يصدنك) يصرفنك (عنها) عن الإيمان بها (من لا يؤمن بها) المكذب بها (واتبع هواه) مراده في التكذيب بها (فتردى) فتهلك إن تبعت (وما تلك) وما التي (بيمينك) في يدك اليمنى (ياموسى) بن عمران (قال هي عصاي) وقرئ عصى (أتوكأ عليها) عند المشي (وأهش بها) أخبط بها ورق الشجر (على غنمي) ليسقط فتأكل وقرئ أهش (1) وقرئ بالسين (ولي فيها مآرب أخرى) حاجة أخرى كحمل الزاد و السقاء وطرد الهوام (قال) له الله (ألقها يا موسى فألقاها) رمى بالعصا (فإذا هي حية تسعى) ثعبان عظيم (قال خذها و لاتخف) منها (سنعيد سيرتها الأولى) نردها عصا (واضمم يدك) كف اليد اليمنى (إلى جناحك) تحت الإبط الأيسر وأخرجها (تخرج بيضاء) مشعشة (من غير سوء) أي برص (آية أخرى) غير العصا (لنريك) أي فعلنا ذلك لنريك (من آياتنا الكبرى) العظمى الدالة على رسالتك (اذهب) سر (إلي فرعون) و قومه (إنه طغى) كفر وتعدى (قال) بعد أن أرسل (رب اشرح لي صدري) وسع قلبي لعلومك الإلهية (ويسر لي) سهل لي (أمري) حتى أبلغ رسالتك (واحلل عقدة من لساني) كانت فيه من جمرة جعلها في فيه في صغره (يفقهوا) يفهموا (قولي) كلامي (واجعل لي وزيرا) معينا (من أهلي) ثم عينه فقال (هرون أخي) واختاره لما في رفق الأخ بأخيه ( اشدد به) تقوى به (أزري) ظهري (وأشركه في أمري) رسالتي (كي نسبحك) تسبيحا (كثيرا ونذكرك) باللسان و الجنان (كثيرا) على كل حال (إنك كنت بنا بصيرا) عالما بما يصلحنا (قال) الله (قد أوتيت) أعطيت (سؤلك يا موسى) فضلا ومنة منا عليك (ولقد مننا عليك) وتفضلنا

    ........................................................................
    (1) (قوله وقرئ اهش) أي بكسر الهاء كما في البيضاوي أ.هـ مصححه.
    مَرَّةً أُخْرَى (37)إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ


    (مرة أخرى) قبل هذا (إذ أوحينا إلي أمك) أهمناها حين خافت عليك من فرعون لما ولدتك (ما يوحى) في شأنك (أن اقذفيه) اجعليه (في التابوت) فإذا جعلتيه في ذلك (فاقذفيه) ألقيه (في اليم) بحر النيل (فليلقه اليم بالساحل) فيرده الماء إلي الشط (يأخذه عدو لي وعدو له ) وهو فرعون (وألقيت) فضلا ومنة (عليك محبة مني) فحببت عند كل من رآك حتى أحبك فرعون (ولتصنع) تربى (على عيني) رعايتي (إذ تمشي أختك ) مريم (فتقول) لهم حين رأتك لا ترضع ثدي امرأة (هل أدلكم على من يكفله) لأنها وجدتهم طالبين لمن يرضعه ( فرجعناك إلي أمك) فوافقوها فجاءت به إلي أمه فقبل ثديها (كي تقر عينها) باجتماعها بك (و لا تحزن) على فراقك (وقتلت نفسا) من القبط حين استغاثك عليه الإسرائيلي (فنجيناك من الغم) من القتل به (وفتناك فتونا) ابتليناك وخلصناك (فلبثت سنين) لأنه ذهب بعد قتل القبطي إلي مدين فلبث (في أهل مدين) عشر سنين وتزوج بها بابنة شعيب (ثم جئت على قدر) الوقت المعين لنبوتك وهو الأربعون سنة (يا موسى) نبي (واصطنعتك) اجتبيتك (لنفسي) لمحبتي (اذهب أنت و أخوك) هارون (بآياتي) بمعجزتي التسع (و لاتنيا) تفترا وقرئ تنيا بكسر التاء (في ذكري) و الاشتغال بي (اذهبا إلي فرعون إنه طغى) وادعى الربوبية (فقولا له) مراجعين (قولا لينا) مثل هل لك إلي أن تزكى وأهديك إلي ربك فتخشى (لعله يتذكر) يتعظ (أو يخشى) يخف الله (قاللا ربنا إننا نخاف) نخشى (أن يفرط) يعجل (علينا) بالعقوبة وقرئ يفرط (1) (أو أن يطغى) يزداد طغيانا (قال لا تخافا) من ضرره (إنني معكما) يا أحبابي (أسمع و أرى) ما يقع بينكما و بينه (فأتياه) الضمير لفرعون (فقولا إنا رسولا ربك) أرسلنا للهداية (فأرسل معنا بني إسرائيل) ودع أذيتهم (و لا تعذبهم) بقتل الولدان واستخدام النساء (قد جئناك بآية من ربك) تدل على صدقنا (و السلام على من اتبع الهدى) السلامة له في الدارين (إنا قد أوحى إلينا) أوحى الله إلينا (إن العذاب) يحل من الله (على من كذب) أنبياءه (و تولى) أعرض عن الإيمان به (قال) فرعون (فمن ربكما يا موسى) الذي تعبدانه (قال) موسى (ربنا الذي أعطى كل شيء) من الخلق

    .......................................................
    (1) (قوله يفرط) أي بضم حرف المضارعة من أفرط كما في البيضاوي ا.هـ مصححه.

    خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ

    (خلقه) شكله على الهيئة التي بها ينتفع وهي أصلح (ثم هدى) هدى الحيوان لمعيشته (قال) فرعون (فما بال) حال (القرون) الأمم (الأولى) بعد موتهم من سعادة و شقاوة (قال) موسى (علمها عند ربي) فإنه الذي يعلم الغيب و لا أعلم إلا ما أخبرني به (في كتاب) مثبت علم ذلك في اللوح المحفوظ (لا يضل ربي) لا يغيب عنه شئ (و لا ينسى) شيئا تعالى الله عن ذلك (الذي جعل لكم الأرض) منة منه (مهادا) فراشا وقرئ مهدا (و سلك) سهل (لكم فيها سبلا) طرقا (و أنزل من السماء ماء) مطرا (فأخرجنا به) هذا من كلام الحق (أزواجا) أصنافا (من نبات شتى) مختلفة ألوانها وطعومها (كلوا) منها (وارعوا أنعامكم) إبلا و بقرا وغنما (إن في ذلك لآيات) لعبرة (لأولي النهى) أصحاب العقول السليمة (منها) الضمير للأرض (خلقناكم) ابتداء لأن آدم خلق من التراب (وفيها نعيدكم) بالدفن بعد الموت ويطلب بعد الدفن تلقين الميت للحديث المرفوع وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول يافلان بن فلانة فإنه يسمع و لا يجيب ثم يقول يا فلان بن فلانة الثانية فإنه يستوى قاعدا ثم ليقل يافلان بن فلانة فإنه يقول أررشدنا يرحمك الله ولكنكم لا تسمعون فيقول اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بالقرآن إماما فإن منكرا و نكيرا يتأخر كل و احد منهما و يقول انطلق بنا ما يقعدنا ههنا وقد لقن حجته ويكون الله حجيجهم دونه وورد في الحديث أنه إذا لم يعرف أمه نسبه إلي حواء ذكره القرطبي في التذكرة (ومنها نخرجكم) نبعثكم للحساب (تارة) مرة (أخرى) كما أخرجناكم من ابتداء خلقكم (و لقد أريناه) أي فرعون (آياتنا) التسع (كلها فكذب) مع ذلك (و أبى) الإيمان بنا وبرسلنا (قال) فرعون (أجئتنا لتخرجنا من أرضنا) أرض مصر وتملكها (بسحرك يا موسى) ابن عمران (فلنأتينك بسحر مثله) يقابله (فاجعل بيننا وبينك موعدا) لذلك (لا نخلفه نحن و لا أنت)


    مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ

    لا نخلف ذلك الموعد كلنا نجتمع (مكانا سوى) موضعنا متوسطا بين مكاننا ومكانك وقرئ بكسر السين (قال) موسى (موعدكم يوم الزينة) يوم عيدكم (وأن يحشر الناس ضحى) يجتمع أهل مصر فيروا ما يقع (فتولى) أدبر (فرعون) يجمع السحرة (فجمع كيده) أصحاب كيده السحرة (ثم أتي) الموعد (قال لهم موسى) أي للسحرة (ويلكم) أي الويل لكم من الله (لا تفتروا على الله كذبا)إن افتريتم فلا تفتروا (1) (فيسحكتم) فيهلككم وقرئ بفتح الياء (بعذاب)لا فترائكم عليه (وقد خاب) خسر (من افترى) على الله كذبا (فتنازعوا) السحرة (أمرهم بينهم) في أمر موسى (وأسروا النجوى) عن فرعون و قالوا إن غلبنا موسى اتبعناه (قالوا) كالمظهرين لما تناجوا به (إن هذان) على و فق لغة من يأتي بالألف في أحوال المثنى الثلاثة وقرئ هذين على بابه (لساحران) أي موسى وهارون (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم) أرض مصر يملكاها (بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) بمذهبكم الذي أشرف المذاهب (فأجمعوا كيدكم) من أنواع السحر (ثم ائتوا صفا) مصطفين و لا تخلفوا وكانوا سبعين ألفا لكل واحد منهم حبل وعصا (و قد أفلح) فاز (اليوم من استعلى) من غلب (قالوا) السحرة (ياموسى) مخيرين له (إما أن تلقي) عصاك من يدك إلي الأرض (وإما أن نكون أول من ألقى) أو نلقي عصينا (قال) موسى (بل ألقوا) أنتم (فإذا حبالهم وعصيهم) جمع عصا (يخيل إليه) يشبه لموسى (من سحرهم أنها) حيات
    ........................................................
    (1) قوله (ان افتريتم فلا تفتروا) كذا بلأصل و الذي في الخطيب (لا تفتروا) أي لا تتعمدوا ا. هـ مصححه.
    أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا
    (تسعى) ببطونها (فأوجس) وجد (في نفسه خيفة) من سحرهم (موسى) لما رآه (قلنا) له (لا تخف) لا تخش من سحرهم (إنك أنت الأعلى) ستكون لك الغلبة عليهم و العلو ( وألق ما في يمينك) عصاك و التجئ إلي مولاك (نلقف ما صنعوا) تبتلعه وقرئ تلقف (إنما صنعوا) الذي زوروه (كيد ساحر) وقرئ كيد بالنصب وقرئ سحر أي ذي سحر ( و لا يفلح الساحر حيث أتى) حيث كان فألقى موسى عصاه فبلعت جميع ما صنعوا وعلمت السحرة أن ذلك ليس بسحر (فألقى السحرة سجدا) ساجدين لله (قالوا آمنا برب هرون و موسى) وذلك أنها هبت عليهم نسمات العناية واجتذبتهم أيدي الرعاية و لاحت لهم بارقة الحضرة فاختطفتهم بهجة النضرة فغابوا في شهود الجمال فلم يبالوا بالعذاب و النكال (قال) فرعون (آمنتم له ) أي بموسى (قبل أن آذن لكم) في الإيمان (إنه لكبيركم) أستاذكم (الذي علمكم السحر) فتواطأ تم على اتباعه (فلأقطعن) نكالا لكم وقرئ لأقطعن مخففا (أيديكم و أرجلكم من خلاف) بقطع اليد اليمنى و الرجل اليسرى (و لأصلبنكم في جذوع النخل) أعلقنكم على ساقها (و لتعلمن) معشر السحرة (أينا) أنا أم موسى (أشد عذابا وأبقى) أي أدوم عقابا (قالوا) السحرة (لن نؤثرك) أي نختار دينك (على ما جاءنا من) المعجزات ( البينات) الواضحات (و الذي فطرنا) خلقنا (فاقض) اصنع (ما أنت قاض) من قتل أو غيره (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) أي ضررك في الحياة الدنيا (إن آمنا بربنا) الضار النافع في الدنيا و الآخرة (ليغفر لنا خطاينا) ما اقترفناه من الكفر و المعاصي (و ما أكرهتنا عليه من السحر) لمعارضة هذا الرسول ( والله خير) ثوابا (و أبقى) عقابا (إنه من يأت ربه مجرما (يموت على كفره (فإن له جهنم) دار العذاب و الغضب (لا يموت فيها) فيستريح (و لا يحي) حياة تنفعه (ومن يأته مؤمنا) يموت على إيمانه (قد عمل الصالحات) لوجهه (فأولئك لهم الدرجات العلى) المنازل الرفيعة (جنات عدن) إقامة (تجري من تحتها الأنهار) وفي حديث رواه أحمد وما بين القوم وما بين أن ينظروا إلي ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن ثم تصدع بعد ذلك أنهارا (خالدين فيها) أبدا (و ذلك جزاء من تزكى) تطهر من السيئات (ولقد أوحنا إلي موسى) كليمنا (أن أسر بعبادي) ليلا من أرض مصر (فاضرب) اجعل (لهم) بضربك بالعصا (طريقا) يمرون به (في البحر يبسا) أي يابسا ففعل ومر هو وقومه وقرئ يبسا مخففا ويابسا
    لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا
    (لا تخاف) من فرعون (دركا) أي أن يدركك وقرئ لا تخف مسكنا (و لا تخشى) غرقا (فأتبعهم فرعون بجنوده) وهو معهم (فغشيهم) فرعون و جنوده (من اليم) البحر المالح (ما غشيهم) وقرئ فغشاهم أي غطاهم فغرقوا (و أضل فرعون قومه) و أغواهم ( وما هدى) وما هداهم إلي الطريق المستقيم (يابني إسرائيل) أولاد يعقوب الذين كانوا مع موسى (قد أنجيناكم من عدوكم) فرعون و أهلكناه (وواعدناكم) للمنفعة لكم (جانب الطور الأيمن) فنؤتي موسى التوراة لتعملوا بها (ونزلنا عليكم) في التيه (المن) شئ له لذة وحلاوة وهو الترنجبين (و السلوى) طير (كلوا من طيبات ما رزقناكم) فضلا منا (و لا تطغوا فيه) و لاتكفروا بنعمتنا (فيحل) فيجب وقرئ بالضم أي ينزل (عليكم غضبي) لعصيانكم (ومن يحلل) وقرئ بكسر اللام (عليه غضبي فقد هوى) هلك و في النار انسبك ( وإني لغفار لمن تاب) من الذنوب ( وآمن) بي وصدق رسلي (وعمل صالحا) لوجهي (ثم اهتدى) دوام على الاعمال الصالحات إلي الموت (و ما أعجلك) ما الذي أعجلك (عن قومك يا موسى) السبعين الذين اخترتهم للميقات كما قال تعالى واختار موسى قومه سبعين رجلا (قال هم أولاء على أثري) قريبون مني (وعجلت إليك رب لترضى) عني (قال) له الحق (فإنا قد فتنا) ابتلينا (قومك من بعدك) بعد أن فارقتهم بعبادة العجل (وأضلهم السامري) فعبدوا العجل (فرجع موسى إلي قومه) بعد أخذ التوراة (غضبان) من فعلهم (أسفا) حزينا على تضييعهم (قال يا قوم ألم يعدكم ربكم) الذي لا يخلف الوعد (وعدا حسنا) بإعطاء التوراة (أفطال عليكم العهد) زمان مفارقتي (أم أردتم أن يحل) يجب (عليكم غضب من ربكم) بعبادة العجل (فأخلفتم موعدي) ولم تنظروا رجوعي (قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا) أي و نحن نملك أمرنا وقرئ بفتح الميم وكسرها (ولكنا حملنا) وقرئ حملنا مخففا مع فتح الحاء (أوزارا) أحمالا (من زينة القوم) من حلى آل فرعون كان مستعار العرس عندهم وهربوا به (فقذفناها) طرحناها
    فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ



    في النار بأمر السامري (فكذلك ألقى السامري) ما كان معه منها في النار (فأخرج لهم عجلا جسدا) لحما ودما (له خوار) صوت من التراب الذي ألقى عليه السامري الأخذ له من أثر فرس جبريل (فقالوا) السامري وأتباعه (هذا إلهكم و إله موسى) الذ يعبد (فنسى) السامري ما كان عليه من الإيمان (أفلا يرون) عبدة العجل (أن لا) أي أنه لا (يرجع) العجل وقرئ يرجع بالنصب (إليهم قولا) و لا يتكلم (و لا يملك لهم ضرا) أي دع ضر ( ولا نفعا) أي جلب نفع فكيق يعبدونه ( ولقد قال لهم هارون) حين عبدوا العجل (من قبل) قبل رجوع موسى ( يا قوم إنما فتنتم به) بالعجل ( وإن ربكم الرحمن) المستحق أن يعبد (فاتبعوني) واعبدوه (وأطيعوا أمري) في ذلك (قالوا لن نبرح) لن نزال (عليه عاكفين) مقيمين على عبادته (حتى يرجع إلينا موسى) فنسمع ما يقول (قال) موسى (يا هارون) وذلك بعد رجوعه (ما منعك إذ رأيتهم ضلوا) عن طريق الحق بعبادة العجل (ألا تتبعن) أي أن تتبعني في القيام لله و لا مؤكدة (أفعصيت أمري) بإقامتك مع هؤلاء الضالين (قال) هارون (يا ابن أم) ذكر الأم استعطافا له وإلا فهو ابن أبويه وقرئ بكسر الميم (لا تأخذ بلحيتي) وكان قبضها بشماله (و لا برأسي) وكان قبض شعر رأسه بيمينه وجذبه بهما إليه (إني خشيت أن تقول) لو تبعتك أو قاتلتهم (فرقت بين بني إسرائيل) فتغضب بذلك (ولم ترقب) تحفظ (قولي) وصيتي وذلك قوله اخلفني في قومي وأصلح أي حتى أرجع إليك (قال فما خطبك) ما جوابك وما حملك (ياسامري) على مثل هذا الفعل (قال) السامري (بصرت بما لم يبصروا به) علمت بما لم يعلموه وقرئ بالتاء (فقبضت قبضة) وقرئ بالصاد (من أثر) من تراب حافر فرس (الرسول) جبريل (فنبذتها) طرحتها في جوف العجل فحي (وكذلك سولت) زينت (لي نفسي) الخبيثة (قال) موسى له (فاذهب) من بيننا (فإن لك في الحياة) مدة حياتك (أن تقول لا مساس)

    وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) وَعَنَتِ
    فهام على وجه في البراري وكان أن مس إنسانا أو مسه حما معا (وأن لك موعدا) في الآخرة (لن تخلفه) لن يخلفكه الله وقرئ لن تخلفه بكسر اللام وقرئ لن نخلفه بالنون (وانظر إلي إلهك الذي ظلت) دمت (عليه عاكفا) على عبادته (لنحرقنه) بالنار (ثم لنسفعنه) نذريه وقرئ بضم السين (في اليم نسفا) وفعل موسى ذلك (إنما إلهكم الله) المستحق أن يعبد (الذي لا إله إلا هو) المنفرد بالألوهية (وسع كل شئ علما) أي وسع علمه كل شيء (كذلك) أيها النبي الكريم (نقص عليك من أنباء) أخبار (ما قد سبق) من الأمم الماضية (وقد آتيناك) أعطيناك (من لدنا ذكرا) وهو القرآن (من أعراض عنه) أي عن الإيمان به (فإنه يحمل يوم القيامة وزرا) إثما كبيرا ثقيلا (خالدين فيه) في عذاب الوزر (وساء) وبئس (لهم يوم القيامة حملا) أي حمل الوزر (يوم ينفخ) إسرافيل النفخة الثانية (في الصور) القرن (و نحشر المجرمين) الكافرين (يومئذ) يوم القيامة (رزقا) زرق العيون سود الوجووه (يتخافتون بينهم) يسرون السؤال قائلين (إن لبثتم) في الدنيا (إلا عشرا) عشرة أيام وليال (نحن أعلم بما يقولون) في اللبث (إذ يقول أمثلهم) أعدلهم (طريقة) رأيا (إن لبثتم إلا يوما) واحدا في الدنيا وذلك من شدة ما يرون من هول الآخرة (يسئلونك عن الجبال) كيف مآلها (فقل ينسفها ربي نسفا) يجعلها كالرمل فتطيرها الريح (فيذرها قاعا) منبسطا خاليا (صفصفا) مستويا (لاترى فيها عوجا) انخفاضا (ولا أمتا) و لا نتوءا وارتفاعا (يومئذ) يوم تنشق الجبال (يتبعون) الناس بعد قيامهم من قبورهم (الداعي) إلي المحشر وهو جبريل يقوم على صخرة بيت المقدس قائلا هلموا إلي أرض الرحمن (لا عوج له) لا يقدرون على عدم اتباعه (و خشعت) سكنت (الأصوات للرحمن) لمهابته (فلا تسمع إلا همسا) حركة الأقدام في وطئها (يومئذ) يوم القيامة (لا تنفع الشفاعة) أي شفاعة أحد (إلا من أذن له الرحمن) بالشفاعة (ورضي له قولا) لمكانته لديه (يعلم ما بين أيديهم) من أمور آخرتهم (و ما خلفهم) من أمور دنياهم (و لا يحيطون به علما) و لا يحيط علمهم بمعلوماته (وعنت)
    الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)
    خضعت (الوجوه للحي القيوم) سبحانه (وقد خاب) خسر (من حمل ظلما) جاء بسيئات كثيرة ولم يعمل عملا صالحا (ومن يعمل من الصالحات) الطاعات لله (و هو مؤمن) به (فلا يخاف ظلما) منع ثوابه (و لا هضما) و لانقصا من حسناته (وكذلك) مثل ذلك نقص عليك وهو (أنزلناه قرآنا عربيا) باللسان العربي (و صرفنا) ونوعنا (فيه من الوعيد) و التخويف (لعلهم يتقون) المعاصي (أو يحدث لهم ذكرا) موعظة (فتعالى الله الملك الحق) عما يقوله المشركون (و لا تعجل بالقرآن) أي تلاوته إذا جاءك جبريل (من قبل أن يقضي إليك وحيه) أي من قبل أن يتم قراءة ذلك المنزل جبريل وقيل له ذلك لأنه كان إذا نزل جبريل بالآية وتلاها يستعجل النبي صلى اللع عليه وسلم بقراءتها ويسابق جبريل قبل أن يتمها (وقل رب زدني علما) لأن علمك لا نهاية له (و لقد عهدنا إلي آدم) وصيناه بعدم الأكل من الشجرة (من قبل) أي من قبل أن يأكل (فنسى) العهد (ولم نجد له عزما) تصميما عما نهيناه (و إذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) صفينا (فسجدوا إلا إبليس) الخبيث (أبى) امتنع من السجود له (فقلنا للملائكة يا آدم إن هذا) أي إبليس (عدو لك و لزوجك) حواء (فلا يخرجنكما) بوسوته (من الجنة فتشقى) تتعب أنت بالحرث و توابعه وحواء بالطحن و توابعه (إن لك ألا تجوع فيها) الضمير للجنة (و لا تعرى) بل تكون دائما شبعان مكتسيا (وأنك) وقرئ بكسر الهمزة (لا تظمأ) تعطش (فيها) في الجنة (و لاتضحى) فيؤذيك حر الشمس لعدم وجود شمس هناك (فوسوس إليه الشيطان) الخبيث (قال يا آدم) صفي الله (هل أدلك على شجرة الخلد) وهي شجرة من أكل منها يخلد لا يموت (وملك لا يبلى) لا يزول (فأكلا) آدم و حواء (منها) من الشجرة (فبدت لهما سوآتهما) قبله وقبل الآخر ودبره (وطفقا) وأخذا (يخصفان) يلزقان (عليهما) على سوآتهما (من ورق الجنة) للسترة (وعصى آدم ربه) بالأكل من الشجرة (فغوى) ضل عن المطلوب (ثم اجتباه ربه) قربه و أدناه (فتاب عليه) قبل توبته (وهدى) هداه إلي الثبات
    قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
    عليها (قال) الله تعالى (اهبطا منها) من الجنة يا آدم و حواء وذريتكما (جميعا بعضكم لبعض عدو) لظلم بعضكم بعضا (فإما يأتينكم مني هدى) كتاب ور سول (فمن اتبع هداي) كتابي ورسلي (فلا يضل) في دنياه (و لايشقى) في آخرته (ومن أعرض عن ذكري) عن موعظتي و القرآن (فإن له معيشة ضنكا) ضيقة (و نحشره يوم القيامة) وقرئ نحشره بسكون الهاء (أعمى) البصر (قال رب لم حشرتني) اليوم (أعمى وقد كنت) في الدنيا (بصير) وقرئ بالإمالة (قال كذلك) مثل ذلك فعلت وهو (أتتك آياتنا) الواضحة (فنسيتها) فعميت عنها (و كذلك اليوم تنسى) تترك أعمى (وكذلك نجزي) مثل هذا الجزاء (من أسرف) و اتبع شهواته في دنياه ( ولم يؤمن بآيات ربه) وخالفها (و لعذاب الآخرة أشد) من عذاب الدنيا (وأبقى) أدوم (أفلم يهد لهم) يتبين للكفار و الضالين (كم) كثيرا (أهلكنا قبلهم من القرون) من الأمم حين كذبوا الرسل (يمشون في مساكنهم) ويرون آثارهم فلم لا يتدبرون (إن في ذلك لآيات) لعبرا (لأولي النهى) أصحاب العقول تنهاهم عن المعاصي (و لولا كلمة سبقت من ربك) وهي تأخير العذاب (لكان لزاما) لكان مثل ما نزل بعاد و ثمود لا زما لهؤلاء الكفار (و أجل مسمى) أي ولولا سبقت الكلمة و الأجل المضروب لأعمالهم لنزل العذاب بهم (فاصبر) أيها النبي (على ما يقولون) ثم وقع الأمر بالقتال (و سبح) صل (بحمد ربك) ملتبسا به (قبل طلوع الشمس) وهي صلاة الفجر (و قبل غروبها) وهي صلاة العصر (ومن آناء) ساعات (الليل فسبح) وهي صلاة المغرب و العشاء (و أطراف النهار) صلاة الظهر (لعلك ترضى) بما تنال تنال من الثواب وقرئ ترضى بالبناء للمفعول أي يرضيك مولاك (و لا تمدن عينيك) نظر استحسان (إلى ما متعنا به أزواجا منهم) أصنافا منهم (زهرة الحياة الدنيا
    لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)
    زينتها (لنفتنهم فيه) لنختبرهم (ورزق ربك) في الدار الآخرة (خير) من الدنيا بأجمعها (و أبقى) أدوم (و أمر أهلك بالصلاة) وجميع أمتك (واصطبر عليها) ( لا نسألك) لا نكلفك (رزقا) رزق نفسك وغيرك (نحن نرزقك) أنت وهم (و العاقبة) المحمودة (للتقوى) للمتقين وفي زهر الرياحين للجد سيدي عبد الله الميرغني كان صلى الله عليه و سلم لما أفاق من سكرات الموت يوصي بالمحافظة على الصلوات ويقول الصلاة الصلاة فإنكم لن تزالوا بخير ما دمتم تصلون ولم يزل يوصي بها إلي أن مات فوفى الأمر حقه فجزى الله عنا نبينا محمدا صلى الله عليه و سلم هو أهله (و قالوا) الكفار (لولا) هلا (يأتينا) النبي (بآية من ربه) مما نقترحه (أو لم تأتيهم) وقرئ بالياء (بينة) بيان (ما في الصحف الأولى) صحف إبراهيم وموسى التوراة و الانجيل و الزبور من قصص من أهلك بتكذيب الرسل وقرئ صحف مخففا (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله) قبل إرسال النبي صلى الله عليه وسلم (لقالوا) يوم القيامة (ربنا لولا) هلا (أرسلت إلينا رسولا) كما أرسلت إلي من قبلنا (فنتبع آياتك) كما اتبع المؤمنون من أتباع أولئك الرسل (من قبل أن نذل) في القيامة (ونخزى) في النار وقرئ نذل ونخزي بالبناء للمفعول (قل كل) منا ومنكم (متربص) منتظر ما يئول إليه أمرنا و أمركم (فتربصوا) فانتظروا وقرئ فتمتعوا (فستعلمون) يوم القيامة (من أصحاب الصراط السوي) الطريق المستقيم وقرئ السوى (ومن اهتدى) من الضلال أنحن أم أنتم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:17 am