شباب الختمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الختمية

منتدى شباب الختم يتناول قضايا الشباب وفعالياتهم


    ما احلى رسول الله

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    ما احلى رسول الله Empty ما احلى رسول الله

    مُساهمة  Admin الأربعاء يناير 18, 2012 2:12 am

    قال عليه الصلاة والسلام ((من عرف نفسه عرف ربه )) (النفس المقصوده هنا هي الذات المحمدية لقوله تعالى
    لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)
    سورة آل عمران وقوله تعالى
    النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ
    الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)
    سورة الأحزاب وقوله تعالى وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ
    الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
    مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) سورة يونس لقول
    رسول الله لسيدنا عمر لم تؤمن بعد حتى اكون احب اليك من نفسك الحديث والمقابلة هنا من حديث المؤمن أخ المؤمن ) .
    فإن تشوقت إلي معرفة حقيقة هذا الخبر فأعم أنه لا يصل إلي معرفة حقيقة نفسه إلا من زكاها ،
    و لا تحصل تزكيتها إلا بالرياضة القلبية التامة حتى تصفو وترق وتلطف ، فإنها حينئذ تبصر ذاتها بشدة صفاتها ،فإذا صارت كذلك تجلى لها نور الحق المشرق على كل ذات
    صافية متوجهة لربها ، فعرفت بالنور المتجلى لها من جناب الحق المشرق على كل ذات صافية متوجهة لربها ، فعرفت بالنور المتجلى لها من جناب الحق ذاتها وكونها
    نسخة الوجود ، فتشاهد في نفسها من بديع الصنعة ، و غريب الحكمة ، ومواقع أسرار الجمال ، وفنون أوصاف الحكم المبهج ، ما يحصل لها به الافتنان بما هي عليه
    من الكمال ، ثم يحدث لها الشوق إلي كمال إدراك حقيقتها فيصفيها ذلك الشوق ، وكلما ازدادت صفاء ازدادت إدراكا واطلاعا وكشفا ، وكما كثر إدراكها لاحت لها الجمال
    الكلي الذي هو أشرف المبدعات وهو الذي يسمى عالم الجمال ‘ فتتعلق بعشقه فيرقى بها إلي محبة واهب هذا الجمال ومبدعه وفاطره الحق تعالى ، الذي كل
    جمال في العالم منه وجد وبه قام ، إلا أن بعض السالكين لما كشف له في سلوكه عن جمال نفسه ،
    ورأى ما لها في عالمها من بدائع الكمال ،
    وما اشتملت عليه من محاسن الإبداع ، اعتقد أنها ربه. ولم يبلغ به التوفيق إي رؤية بارئها فعبدها ، فكان حجاب هذا من ذاته ، نعوذ بالله من سوء القدر .
    فإن كل من أدركته بك فهو مخلوق مثلك ، والحق تعالى لا يدرك بشيء سواه ،كما ورد في بعض الكتب المنزلة على بعض الأنبياء عليهم السلام :
    كنت كنزا لا أعرف فأردت أن أعرف فخلقت خلقا وتحببت إليهم بالنعم حتى عرفوني فبي عرفوني )). فلولا أنه تعرف إليهم لما عرفوه ، ودهلهم عليه
    لما وصلوا إليه .(من الرمل) :
    كبرت همة عبد طمعت في أن يراكا
    أوما حسب لعين أن ترى من قد رآكا

    فقد صح من هذا أن معرفة النفس شرط في معرفة الله تعالى ، ولنعتبر في الدلالة على ذلك بمثال : وذلك أن الشمس محسوسة كلما قوى نورها ،
    لا يتمكن البصر من رؤيتها على الكمال دون واسطة ،و النور ظهورها ، فقد صارت شدة ظهورها حجاب لها ، وليس الحجاب على الحقيقة منها ،
    فإن الظاهر لذاته لا يحجب من ذاته ، وإنما الحجب عليه من غيره ، والحجب هاهنا ضعف البصر عن مقاومة فيضان النور ،
    ولكن يمكن النظر إليها بواسطة الأشياء الشفافة كالماء الصافي أو الصقلية كالمرايا المجلوة ، فإنا إذا نظرنا فيها رأينا صورة الشمس بلا كلفة.
    فالحق سبحانه و تعالى محتجب عن خلقه بشدة ظهوره ، فلا يمكن رؤيته إلا بالوسائط ‘ إلا أن تلك الوسائط لما كانت لا وجود لها من ذاتها ،
    بل وجودها من الحق تعالى ، كانت بالإضافة إلي ذاتها عدما محضا ، فلا يعرف الحق إلا بالحق. (من البسيط)
    لقد ظهرت فما تخفى على أحد إلا على أكمه لا يعرف القمرا
    لكن بطنت بما أظهرت محتجبا وكيف يعرف من في عينه استترا
    تنبيه على معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره.
    أما الحجب فقد ثبت بالبراهين أن الحق تعالى لا يستره حجاب وإنما الذي حجبه عن خلقه شدة ظهوره وعجز الخلق عن رؤيته لقوة نوره.
    و الحجب لا تكون إلا في حق الأجسام ، وهي هاهنا في حق السالكين وهي كثيرة . واختلفت طرق الحديث في تعدادها .
    أما الظلمانية منها فهي حجب الشكوك وشبهات الاعتقاد والجهالات والغفلة والاعراض والفتور عن واجب الخدمة وما أشبه ذلك .
    وأما النورية فهي الوقوف مع الكمالات وصفو المعاملات وحيازة المقامات وصفاء الأحوال ، لأن من وقف مع مقام أو حال فقد امتنع عن النفوذ في السلوك.
    وبالجملة فما سوى الحق حجاب عنه عند ملاحظة ذلك السوي والوقوف معه ، ومن جملتها ملاحظة السالك ذاته فإن رؤيتها حجاب عن الله تعالى.
    وقوله : ((أحرقت سبحات وجهه) يعني بالسبحات أنوار تجليه المنسوبة للجلال ، فإنها تحرق جميع الموجودات أي تعدمها كالنار إذا أستولت على شىء فإنها تذهب
    صورته إن كان مما يقبل الاحتراق قال تعالى قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) سورة الأنبياء ،
    وكذلك الشمس إذا قابلت مرآة صقلية أحرق شعاعها ما كان بينهما من الأجسام القابلة للأحتراق
    . (من الطويل) :
    إذا قابل المرآة للشمس رونق تولد فيما بينهن لهيب

    فقد تبين مما قلناه أن الحق سبحانه إذا تجلى لشئ دون حجاب محق ذاته ، كما ذهب نور الشمس أنوار الكواكب ،
    وكيف يقابل الواجب وجوده محض العدم ؟ وهذه أطوار جليلة ومنازلات شريفة لا يتوصل إلى تفصيل حقائقها إلا بالذوق ،
    فمن ذاق عرف. فالعارفون ينظرون إلي جمال الصنعة الإلهية فيتوصلون به إلي صورة الجمال المجرد ، ثم منه إلي عالم
    الجمال الكلي ثم إلي جمال الواهب للكل الذي كل جمال في العالم مستفاد منه بالغيبية عن أنفسهم لي مشاهدته حتى لا يبقى فيهم شيء ،
    أولئك اختارهم الحق تعالى واصطفاهم واختصهم بمعرفته ومحبته ، ومن عدم هذا الذوق وخرم هذا احظ فهو املغبون على الحقيقة. (من الطويل) :
    خضعت ذليلا حين عزت مطالبي وآنست رشدا بين تلك المضارب
    ولي أرب بالجزع أن لم أقضه سأقضي وما قضيت منه مآربي

    فما ظنك يا أخي - أيدنا الله و أياك بروح منه وأنالنا توفيقا من لدنه - بمن وصل إلي هذه الحال ، وشرب من هذا المنهل الزلال ،
    واتصف بهذا الوصف الجميل ، وبلغ ذروة هذا المقام الجليل ، من الأولياء وخاصة الأصفياء ، الذين اختارهم الحق تعالى فأمدهم بعونه ،
    وأخفاهم تحت حجاب صونه فما يعرفهم سواه ، ولا يعرفون موجودا حاشاه. (من الطويل) :
    بدت لي ليلى من وراء حجالها سحيرا وأبدت بارقا من دلالها
    فطبت بها عيشا وتهت لذاذة وبوأك الإلماع برد من جمالها
    وكيف بها إن لم يغب عن وجهها ولم تخل وقتا من منال وصالها
    وكيف يكون الأمر إن أنت كنتها وكانتك تحقيقا فحلت لحالها
    قَالَ اللَّهُ تعالى ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) سورة المائدة
    فهذه طريق السلوك بالمحبة إلي الجناب الأعلى وكيفية الوصول بها إلى حضرة قدس الولاء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 9:56 am