الموسومة بـ ( الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية )
خطبة النظم:
الحمد لله القديـــــــم الباقي *** مسبــب الأسبـــــاب والأرزاق
حي عليـــم قــادر موجود *** قامــــت به الأشياء والوجود
دلت على وجوده الحوادث *** سبــحانه فهو الحكيم الوارث
ثم الصلاة والسلام سرمدا *** على النبي المصطفى كنز الهدى
وآله وصــــــحبه الأبـرار *** معـــادن التقـوى مع الأسرار
وبعد فاعــلم ان كل الـعلم *** كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
لأنه العلم الذى لا ينـبـغي *** لــعـاقل لفـــهـمـــــه لـم يـتـغ
فيعلم الــواجـب والـمحالا *** كـــجـــائـــر فـي حقـه تعـالى
وصار من عادة أهل العلم *** ان يـعتنوا في سـبرذا بالنظم
لانـه يســـهل للحفـظ كـما *** يـروق للسمع ويشفى من ظما
نظمتها في سلكها مـقدمه *** وســت ابـواب كـذاك خـاتـمه
وسمتها بالدرة المـضـية *** في عهد اهل الفرقة المرضية
على اعتقاد ذي السداد الحنبلي *** مام اهل الحق ذي القدر العلي
جبرالملا فرد العلا الرباني *** رب الحجا مـاحـي الـدجـى الشـيـباني
فانـه امــــام اهـــل الاثـــــر *** فــــمن نـحـا مـنـحـاء فـهـو الاثـري
سقى ضريحـا حله صوب *** الرضى والعفو والغفران ما نجم اضا
وحـله وســـــائر الأئمــــه ***مـــــنــازل الـرضـوان اعـلى الجنه
ترجيح مذهب السلف
اعلم هديت انه جاء الـــخــــبــر *** عن الـنبي المقتفي خير البشـر
بان ذي الامة سوف تفـتـــــرق *** بضعا وسبعين اعتقادا والمحق
ماكان فى نهج النبي المصطفى *** وصحبه من غـير زيـغ وجفـا
وليس هذا النص جزما يعــتبـر *** فـى فـرقـة الا على اهـل الاثـر
قول اهل السنة في النصوص
فأثبتوا النصوص بالتنزيه *** مـن غير تـعـلـيـل ولا تـشـــبـيه
فكـل مـا جـاء مـن الايـات *** او صــــح فـي الاخبار عن ثقـات
مـن الأحـاديـث تـمره كما *** قد جـاء فاسمع من نظامى واعلما
ولا نسرد ذاك بالعقول *** لـــقـول مــفـتـر بـه جـهـول
فعقدنا الاثبات يا خليلي *** من غير تعطيل ولا تـمثيـل
حال المؤولين في الصفات
فكل من اول في الـصـــــفـات *** كـذاتـــه مـــن غــيـر مـا اثـبـات
فقد تعدى واستطال واجــــترا *** وخاض في بحر الهلاك وافترى
الم تر اختلاف اصحاب النظر *** فيه وحـسن ما نحــاء ذو الاثــر
فبأنهم اقتـدوا بـالمـصتطـفــــى *** وصــــحـبه فـاقنع بـهـذا وكـفـى
باب معرفة الله تعالى وتعداد صفاته
أول واجب على الـعبـيـد *** معرفة الإله بالتــسـديــد
بـاسـه واحـد لا نــظـيـــر *** له ولا شبه ولا وزيــــر
صـفـاتـه كـذاتــه قـديـمـه *** أسماؤه ثابته عـظـيــمـة
لكنها فى الحـق توقيـفـيـه *** لـنـا بــذا أدلــة وفـيــــه
له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر
بقدرة تعلقت بـــمـمـكـــن *** كذا إرادة فـع واسـتـبـن
والعلم والكلام قد تعلقا *** بكل شئ يا خليلي مطلقا
وسمعه سبحانه كالبصر *** بكل مسموع وكل مبصر
فصل فى مبحث القرآن
وأن ما جاء مـع جـــبـــــــريــــل *** من مـحكم القرآن والتنزيل
كـــلامــه ســـبـــحــانه قـديـــــــم *** أعـيا الورى بالنص يا عليم
وليس فى طوق الورى من أصله *** أن يستطيعوا سورة من مثله
فصل فى ذكر الصفات
وليس ربنـــا بـجـوهـر ولا *** عرض ولا جسم تعالى ذو الـعلا
سبحانه قد استوى كما ورد *** من غير كيف قد تعالى أن يــجد
فلا يحيط عـلـمــنا بــذاتـــه *** كذلك لا ينفـك عـن صــــفـــاتـه
فكل ما قـد جـاء فـى الدليل *** فثابت مـن غـير ما تمـثــــيــــل
من رحمة ونحوها كوجهه *** ويده وكل مــــا مـــن نـهـجــه
وعينه وصـفـة الــنــــزول *** وخــــلــقـه فاحذر مـن النـزول
فســـائـر الصفـات والافـعــال *** قـــديــمــة لله ذي الــجــــــلال
لكن بـلا كيــف ولا تـمـثـيــــل *** رغماً لأهل الزيغ والتعطيــــل
فمرهـــا كــمـا انــت فى الذكر *** من غير تأويل وغير فــــــــكر
ويستحيل الجهل والعـجز كما *** قد استحال الموت حقاً والعمـى
فكل نـقــص قــد تـعــالــى الله *** عنه فيا بـشـــرى لـــمـــن والاه
فصل فى ذكر الخلاف في صحة ايمان المقلد
وكل ما يـــطــلــب فـيـه الجزم *** فمنـع تقليــــد بــــذاك حـــتـــم
لأنه لا يكتفـــى بــالــظــــــــن *** لذي الحجـى فى قول أهل الفن
وقيل يكفي الجزم وإجماعا ًبما *** يطلب فــــيه عند بعض العلمـا
فالجازمون من عوام الــــبـشـر *** فمسلمــون عـند أهـل الأثــــر
باب في الأفعال المخلوقة
وسائر الأشياء غير الذات *** وغـير ما الأسماء والصفات
مــخــلوفة لربنا من العدم *** وضل من أثنى عليها بالقدم
وربنا يخلــق بـــاخـــتــيـــار *** من غير حاجة ولا اضطرار
لكنه لا يــخـلـق الخلق سدى *** كما أتى فى النص فاتبع الهدى
أفعالـــنـــا مخــــــــلوقـــة لله *** لكنـــــــــهـا كسـب لنـا يالاهـي
وكـل ما يفــــعـلـــه الــعـــباد *** من طاعـــة أو ضـــدهـا مـراد
لــربنا مــن غير ما اضطـرار *** منه لنا فافـــهــــم ولا تـــمــــار
وجاز للمولى يعذب الورى *** من غير ما ذنــب ولا جرم جرى
فـكل ما منه تعالى يـجـمــل *** لأنه عن فعــــــلــــه لا يــســأل
فإن يشب فإنه من فــضله *** وإن يـــعـــذب فــبمحـض عدلـه
فلـــم يـجب عليه فعل الأصلـــح *** ولا الصلاح ويــح مـن لـم يفلح
فـــكل من شاء هداه يهتدي *** وإن يرد ضـلال عــبد يـعـتــــدى
فصل في الكلام على الرزق
والرزق ما ينفع من حلال *** أوضده فحـل عن المحـال
لأنــــــه رازق كل الــخلق *** وليس مـخلوق بغيـر رزق
ومن يمت بقتله من الــبشر *** أو غيـره فالقضاء والـقـدر
ولم يفت من رزقه ولا الأجل *** شيئ فدع أهل الضلال والخطل
باب وجوب عبادة الله تعالى
وواجب على العبــاد طـــرا *** أن يعبــــــدوه طــاعــة وبــرا
ويفعلوا الفعل الذي به أمر *** حتماً ويتركوا الذي عنه زجر
فصل في القضاء والقدر
وكــل مــا قــدر أو قــــضـــــاء *** فــــواقع حتماً كما قضــاه
وليس واجب على العبد الرضى *** بكل مقتضي ولكن بالقضا
لأنــــه مــــن فـــعـــلـــه تــعالى *** وذاك من فعل الذي تقالى
فصل في الذنوب ومتعلقاتها
ويفسق المذنب بـــالكـبيره *** كذا إذا أصر بالصغيره
لا يخرج المرء من الإيمان *** بموبقات الذنب والعصيان
وواجب علـيه أن يـــتـــوبــــا *** من كل ما جر عليه حوبا
ويقبل المولى بـمحض الفضل *** من غير عبد كافر منفصل
ما لم يــتــب مــن كفره بضده *** فيرتجع عن شركه وصده
ومن يمت ولم يتب من الخطا *** فأمره مفوض لذي العطـا
فإن يـشأ يعف وإن شاء انتقم *** وإن يشأ أعطى وأجزل النعم
فصل في أهل العناد والزندقة والالحاد
وقيل في الدروز والزنادقه *** وســائر الطوائف المنافقه
وكل داع لابتداع يــقـــتــــل *** كمـــن تـكرر نكثه لا يقبل
لأنــه لــم يــبــد مـن إيـمانـه *** إلا الذي أذاع مــن لـسانه
كـملحد وساحر وســـاحـــره *** وهم على نياتهم في الآخره
قلت وإن دلت دلائـل الهـدى *** كما جرى للعيلبوني اهتدى
فإنه أذاع من أســرارهــــم *** ما كان فيه الهتك عن أستارهم
وكان للدين القويم ناصــراً *** فصار منا باطناً و ظاهـراً
فكل زنديق وكل مـــــارق *** وجــــــاحد ملحـد منـافق
إذا استبان نصحه للدين *** فإنـه يقبـل عـن يقـين
فصل في الكلام على الإيمان
إيماننا قول وقصد وعمل *** تزيده التقوى وينقص بالزلل
ونحن في إيماننا نستثنــي *** من غير شك فاستمع واستبن
نتابع الأخيار من أهل الأثر *** ونـقـتـفي الآثــار لا أهل الأثر
ولا تقل إيمانننا مخـــلوق *** ولا قــــديـــم هـكـذا مطلـوق
فـــــإنــه يـشـمــل للصـلاة *** ونـحوها من سائر الطاعات
فـفعلنا نحو الركوع محدث *** وكـــل قـرآن قــديم فـابحثوا
ووكـــــل الله مـــن الـكـرام *** إثـنـيـن حــافظيـــن لـلآنــام
فــــيــكتبان كل أفعال الورى *** كما أتى في النص من غير امترا
باب في ذكر البرزخ والقبور
وأشراط الساعة والبعث والنشور
وكل ما صح من الأخبار *** أو جاء في التنزيل والآثار
من فتنة البرزخ والقبور *** وما أتى في ذا مـن الأمـور
وأن أرواح الورى لم تــعدم *** مع كونها مخــلوقة فاسـتفهم
فكل ما عن سيد الخلق ورد *** من أمر هذا الباب حق لا يرد
ومأتى في النص من اشراط *** فكلـه حــــــــق بلا شـطاط
منها الإمام الخاتم الفصــيح *** محمد المهـــدي والمسـيح
وأنـــه يقتـــل لــلـــدجــــــال *** بباب لدخل عـن جــــــدال
وأمـر يأجوج ومأجوج أثبت *** فإنه حق كهــــدم الــكعبـة
وإن مـــــنـــهـــا آية الدخـان *** وإنه يـــــذهــــب بالقـرآن
طلـع شمس الأفق من دبـور *** كذات أجياد على المشهور
وآخر الآيات حشر النـــــــار *** كما أتـى في محكم الأخبار
فكلها صحت بها الأخبـــــار *** وســــطرت آثارها الأخيار
فصل في أمر المعاد
واجزم بأمر البعث والـــــــنشور *** والحشر جزماً بعد نفخ الصور
كذا وقوف الخلق للحــســــــــاب *** والصحف والـــميزان للثـواب
كذا الصراط ثم حوض المصطفي *** فــــيا هــنا لمن به نال الشـفا
عنـــه يـــذداد الـمفتــرى كما ورد *** ومن نحا سبل السلامة لم يرد
فكن مطيعاً واقف أهل الطاعه *** في الحوض والكوثر والشفاعة
فإنـــــــها ثـــابــتــة للمصطفـى *** كغيره مــــن كـل أربــاب الوفـا
من عالم كالرســـل والأبــــرار *** سوى التي خصت بذي الأنوار
فصل في الجنة والنار
وكــــل إنــــســــان وكـــل جـنـة *** في دار نار أو نـعيم جـنـــــة
هما مصير الخلق من كل الورى *** فالنار دار من تعدى وافـترى
ومن عصى بذنبه لم يــــخـــلــد *** وإن دخلها يابوار المـــعــتدي
وجــــنــــةالـــنـــعـــ يـم للأبـرار *** مصونة عن سـائر الكفـــــار
واجزم بأن النار كالجنة فــــي *** وجودها وأنها لـم تتـلـــــــف
فنسأل الله النعيم والنــــــظـــر *** لربنا من غير ما شــين غبر
فأنه ينظـــر بـــالأبــــصـــــار *** كما أتى في النص والأخبار
لأنه سـبحـــــانه لــم يــحـجب *** إلا عن الكافـــــر والمكذب
فصل في ذكر نبوة محمد والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
وفضل أصحابه وأمته
ومــــن عظيم منة الســــــلام *** ولطفه بسـائر الأنـام
أن أرشد الخلق الى الوصول *** مبيناً للحق بالرسـول
وشـــــرط مـــن أكرم بالنبـوة *** حـــريــة ذكـــورة كــقـــوة
ولا تــــنــال رتبـة النبــــوة *** بالكسب والتهذيب والفـــتوة
لكنها فضل من المولى الأجل *** لمن يشأ من خلقه الى الأجل
ولم تزل فيما مضى الأنبياء *** من فضله تأتى لمن يشاء
حتى أتى بالخاتم الذي ختم *** به وأعلانا على كل الأمم
فصل في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
وخصـه بذاك كالمقام *** وبعــــــــثــــه لسـائر الأنـام
ومعجز القرآن كالمعراج *** حقاً بلا مين ولا اعوجاج
فكم جاء ربه وفضــــله *** وخـــــصـه سـبحانه وخوله
فصل في معجزاته صلى الله عليه وسلم
ومعجزات خاتم الأنبياء *** كثيرة تجـل عـن إحصـاء
منها كلام الله معجز الورى *** كذا انشقاق البدر من غير امترا
فصل في ذكر نبينا وأولي العزم عليهم الصلاة والسلام
وأفضل لعالم من غير أمترا *** نبينا المبعوث في أم القرى
وبعده الأفضل أهل العزم *** فالرسل ثم النبياء بالحزم
فصل فيما يجب للأنبياء وما يجوز وما يستحيل في حقهم
عليهم الصلاة والسلام
وإن كل واحد منهم سلم *** من كل ما نقص ومن كفر عصم
كذلك من إفك ومن خيانه *** لوصـــفهم بالصـدق والأمانـه
وجائز في حق كل الرسل *** الــنوم والنكـاح مثـل الأكـل
فصل في ذكر الصحابة رضي الله عنهم
وليس في الأمة في بالتحقيق *** في الفضل والمعروف كالصديق
وبعده الفاروق من غير افترا *** وبــــــعــده عـثمان فـاترك المـرا
وبعد فالفضل حقيقاً فاسمع *** نظامي هذا للبطين والأنـزع
مجدل الأبطال ماضي العزم *** مفرج الأوجـال وافــــي الـــحـزم
وافي الندى مبدى الهدى مردى *** مجلي الصدا يا ويل من فيه اعتدى
فــــــــحـــبه كحبهم حتماً وجب *** ومن تعدى أو قلى فقـد كـذب
وبعد فالأفضل باقي العشـــره *** فأهل بــدر ثم أهـل الشـجرة
وقــــيل أهل أحد المـــقدمـه *** والأول أولى للنصوص المحكمه
وعائشة في العلم مع خديجة *** في السبق فاقهم نكتـة التيجـه
فصل في فضل الصحابة جملة
وليس في الأمة كالصحابه *** في الفضل والمعروف والإصابه
فإنهم قد شاهدوا المختارا *** وعاينوا الأسـرار والأنـوارا
وجاهدوا في الله حتى بانـا *** دين الهدى وقد سـما الأديانـا
وقد أتى في محكم التنزيل *** من فضلهم ما يشـفي للعـليل
وفي الأحاديث وفي الأثار *** وفي كلام القـوم والأشـعار
ما قدر ربا من ان يحيط نظمي*** عن بعضه فاقنع وخذ من علم
واحذر من الخوض الذي قد يزري *** بفضلهم مما جرى لو تـدري
فإنه عن اجتهاد قـد صـدر *** فأسلم أذل الله من لهم هجـر
وبعدهم فالتابعـون أحـرى *** بالفضل ثم تابعوهـم طـرا
فصل في ذكر كرامات الأولياء وإثباتها
وكل خارق أتى عن صالح *** من تابع لشرعنا وناصح
فإنها من الكرامات التـى *** بها نقول فاقـف للأدلـة
ومن نفاها من ذوي الضلال *** فقد أتى في ذاك بالمحـال
فإنها شهيرة ولم تـزل *** في كل عصر يا شقا أهـل الزلل
فصل في المفاضلة بين البشر والملائكة
وعندنا تفصيل أعيان البشر *** على ملاك ربنا كما اشتهـر
قال ومن قال سوى هذا افترى *** وقد تعدى في المقال واجترا
باب في ذكر الإمامة ومتعلقاتها
ولا غنى لأمة الإسـلام *** في كل عصر كان عن إمام
يذب عنها كل ذي جحود *** ويعتنى بالغزو والحــدود
وفعل معروف وترك نكر *** ونصر مظلوم وقمـع كفـر
وأخذ مال الفيئ والخراج *** ونحوه والصرف في منهاج
ونصبه بالنص والإجماع *** وقهره فحل عـن الخـداع
وشرطه الإسلام والحريه *** عدالة سمع مـع الدريـه
وأن يكون من قريش عالما *** مكلفاً ذا خبـرة وحاكمـا
فكن مطيعا أمره فيما أمر *** ما لم يكن بمنكر فيحـتذر
فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
واعلم بأن الأمر والنهي معا *** فرضا كفاية على من قد وعا
وإن يكن ذا واحدا تعينا *** عليه لكن شرطـه أن يأمنـا
فاصبر وزل باليد واللسان *** لمنكر واحذرمـن النقصـان
ومن نهى عماله قد ارتكب *** فقد أتى مما به يقضى العجب
فـلو بدا بنفسه فذادها *** عن غيها لكان قـد أفادهـا
الخاتمة نسأل الله حسن الخاتمة [ مدارك العلوم ]
مدارك العلوم في العيان *** محصورة في الحد والبرهان
وقال قوم عند أصحاب النظر*** حس وأخبار صحيح والنظر
فالحد وهو أصل كل علم *** وصف محيط كاشف فافتهم
وشرطه طرد وعكس وهو ان *** أنبا عن الذوات فالتام استبن
وان يكن بالجنس ثم الخاصه *** فذاك رسم فافهم المحاصه
وكل معلوم بحس وحجى *** فنكره جهل قبيح في الهجا
فإن يقسم بنفسه فجوهـر *** أو لا فذاك عرض مفتقر
والجسم ما ألف من جزاين *** فصاعدا فاترك حديث المين
ومستحيل الذات غير ممكن *** وضده ما جاز فاسمع زكني
والضد والخلاف والنقيض *** والمثل والغيران مستفيض
وكل هذا علمه حقه *** فلم تطل ولـم ننمــق
والحمد لله على التوفيق *** لمنهج الحق على التحقيق
مسلما بمقتضى الحديث *** والنص في القديم والحديث
لا اعتنى بغير قول والسلف *** موافقـا ائمتـى وسـلفـى
ولست في قولي بذا مقلدا *** إلا النبي المصطفى مبدي الهدى
صلى عليه الله ما قطر نزل *** وما تعـانى ذكره من الأزل
وما المجلس بهديه الديجور *** وراقت الأوقـات والدهـور
وآله وصحبه أهل الوفـا *** معادن التقوى وينبوع الصفا
وتابع وتابع للتابع *** خير الورى حقاً بنص الشـارع
ذكر أئمة المذاهب الأربعة
ورحمة الله مع الرضوان *** والبر والتكريم والإحسـان
تهدى مع التبجيل والإنعام *** مني لمثوى عصمة الإسلام
ائمة الدين هداة الأمه *** أهل التقى من سائر الأئمه
لا سيما أحمد والنعمـان *** ومالك محمـد الصنـوان
التقليد
من لازم لكل أرباب العمل *** تقليد حبر منهم فاسـمع تخل
ومن نحا لسبلهم من الورى *** ما دارت الأفلاك أو نجم سرى
هدية مني لأرباب السلف *** مجانباً للخوض من أهل الخلف
خذها هديت واقتف نظامى *** نفـز بـها أمـلت والسـلام
تمت والحمد لله
خطبة النظم:
الحمد لله القديـــــــم الباقي *** مسبــب الأسبـــــاب والأرزاق
حي عليـــم قــادر موجود *** قامــــت به الأشياء والوجود
دلت على وجوده الحوادث *** سبــحانه فهو الحكيم الوارث
ثم الصلاة والسلام سرمدا *** على النبي المصطفى كنز الهدى
وآله وصــــــحبه الأبـرار *** معـــادن التقـوى مع الأسرار
وبعد فاعــلم ان كل الـعلم *** كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
لأنه العلم الذى لا ينـبـغي *** لــعـاقل لفـــهـمـــــه لـم يـتـغ
فيعلم الــواجـب والـمحالا *** كـــجـــائـــر فـي حقـه تعـالى
وصار من عادة أهل العلم *** ان يـعتنوا في سـبرذا بالنظم
لانـه يســـهل للحفـظ كـما *** يـروق للسمع ويشفى من ظما
نظمتها في سلكها مـقدمه *** وســت ابـواب كـذاك خـاتـمه
وسمتها بالدرة المـضـية *** في عهد اهل الفرقة المرضية
على اعتقاد ذي السداد الحنبلي *** مام اهل الحق ذي القدر العلي
جبرالملا فرد العلا الرباني *** رب الحجا مـاحـي الـدجـى الشـيـباني
فانـه امــــام اهـــل الاثـــــر *** فــــمن نـحـا مـنـحـاء فـهـو الاثـري
سقى ضريحـا حله صوب *** الرضى والعفو والغفران ما نجم اضا
وحـله وســـــائر الأئمــــه ***مـــــنــازل الـرضـوان اعـلى الجنه
ترجيح مذهب السلف
اعلم هديت انه جاء الـــخــــبــر *** عن الـنبي المقتفي خير البشـر
بان ذي الامة سوف تفـتـــــرق *** بضعا وسبعين اعتقادا والمحق
ماكان فى نهج النبي المصطفى *** وصحبه من غـير زيـغ وجفـا
وليس هذا النص جزما يعــتبـر *** فـى فـرقـة الا على اهـل الاثـر
قول اهل السنة في النصوص
فأثبتوا النصوص بالتنزيه *** مـن غير تـعـلـيـل ولا تـشـــبـيه
فكـل مـا جـاء مـن الايـات *** او صــــح فـي الاخبار عن ثقـات
مـن الأحـاديـث تـمره كما *** قد جـاء فاسمع من نظامى واعلما
ولا نسرد ذاك بالعقول *** لـــقـول مــفـتـر بـه جـهـول
فعقدنا الاثبات يا خليلي *** من غير تعطيل ولا تـمثيـل
حال المؤولين في الصفات
فكل من اول في الـصـــــفـات *** كـذاتـــه مـــن غــيـر مـا اثـبـات
فقد تعدى واستطال واجــــترا *** وخاض في بحر الهلاك وافترى
الم تر اختلاف اصحاب النظر *** فيه وحـسن ما نحــاء ذو الاثــر
فبأنهم اقتـدوا بـالمـصتطـفــــى *** وصــــحـبه فـاقنع بـهـذا وكـفـى
باب معرفة الله تعالى وتعداد صفاته
أول واجب على الـعبـيـد *** معرفة الإله بالتــسـديــد
بـاسـه واحـد لا نــظـيـــر *** له ولا شبه ولا وزيــــر
صـفـاتـه كـذاتــه قـديـمـه *** أسماؤه ثابته عـظـيــمـة
لكنها فى الحـق توقيـفـيـه *** لـنـا بــذا أدلــة وفـيــــه
له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر
بقدرة تعلقت بـــمـمـكـــن *** كذا إرادة فـع واسـتـبـن
والعلم والكلام قد تعلقا *** بكل شئ يا خليلي مطلقا
وسمعه سبحانه كالبصر *** بكل مسموع وكل مبصر
فصل فى مبحث القرآن
وأن ما جاء مـع جـــبـــــــريــــل *** من مـحكم القرآن والتنزيل
كـــلامــه ســـبـــحــانه قـديـــــــم *** أعـيا الورى بالنص يا عليم
وليس فى طوق الورى من أصله *** أن يستطيعوا سورة من مثله
فصل فى ذكر الصفات
وليس ربنـــا بـجـوهـر ولا *** عرض ولا جسم تعالى ذو الـعلا
سبحانه قد استوى كما ورد *** من غير كيف قد تعالى أن يــجد
فلا يحيط عـلـمــنا بــذاتـــه *** كذلك لا ينفـك عـن صــــفـــاتـه
فكل ما قـد جـاء فـى الدليل *** فثابت مـن غـير ما تمـثــــيــــل
من رحمة ونحوها كوجهه *** ويده وكل مــــا مـــن نـهـجــه
وعينه وصـفـة الــنــــزول *** وخــــلــقـه فاحذر مـن النـزول
فســـائـر الصفـات والافـعــال *** قـــديــمــة لله ذي الــجــــــلال
لكن بـلا كيــف ولا تـمـثـيــــل *** رغماً لأهل الزيغ والتعطيــــل
فمرهـــا كــمـا انــت فى الذكر *** من غير تأويل وغير فــــــــكر
ويستحيل الجهل والعـجز كما *** قد استحال الموت حقاً والعمـى
فكل نـقــص قــد تـعــالــى الله *** عنه فيا بـشـــرى لـــمـــن والاه
فصل فى ذكر الخلاف في صحة ايمان المقلد
وكل ما يـــطــلــب فـيـه الجزم *** فمنـع تقليــــد بــــذاك حـــتـــم
لأنه لا يكتفـــى بــالــظــــــــن *** لذي الحجـى فى قول أهل الفن
وقيل يكفي الجزم وإجماعا ًبما *** يطلب فــــيه عند بعض العلمـا
فالجازمون من عوام الــــبـشـر *** فمسلمــون عـند أهـل الأثــــر
باب في الأفعال المخلوقة
وسائر الأشياء غير الذات *** وغـير ما الأسماء والصفات
مــخــلوفة لربنا من العدم *** وضل من أثنى عليها بالقدم
وربنا يخلــق بـــاخـــتــيـــار *** من غير حاجة ولا اضطرار
لكنه لا يــخـلـق الخلق سدى *** كما أتى فى النص فاتبع الهدى
أفعالـــنـــا مخــــــــلوقـــة لله *** لكنـــــــــهـا كسـب لنـا يالاهـي
وكـل ما يفــــعـلـــه الــعـــباد *** من طاعـــة أو ضـــدهـا مـراد
لــربنا مــن غير ما اضطـرار *** منه لنا فافـــهــــم ولا تـــمــــار
وجاز للمولى يعذب الورى *** من غير ما ذنــب ولا جرم جرى
فـكل ما منه تعالى يـجـمــل *** لأنه عن فعــــــلــــه لا يــســأل
فإن يشب فإنه من فــضله *** وإن يـــعـــذب فــبمحـض عدلـه
فلـــم يـجب عليه فعل الأصلـــح *** ولا الصلاح ويــح مـن لـم يفلح
فـــكل من شاء هداه يهتدي *** وإن يرد ضـلال عــبد يـعـتــــدى
فصل في الكلام على الرزق
والرزق ما ينفع من حلال *** أوضده فحـل عن المحـال
لأنــــــه رازق كل الــخلق *** وليس مـخلوق بغيـر رزق
ومن يمت بقتله من الــبشر *** أو غيـره فالقضاء والـقـدر
ولم يفت من رزقه ولا الأجل *** شيئ فدع أهل الضلال والخطل
باب وجوب عبادة الله تعالى
وواجب على العبــاد طـــرا *** أن يعبــــــدوه طــاعــة وبــرا
ويفعلوا الفعل الذي به أمر *** حتماً ويتركوا الذي عنه زجر
فصل في القضاء والقدر
وكــل مــا قــدر أو قــــضـــــاء *** فــــواقع حتماً كما قضــاه
وليس واجب على العبد الرضى *** بكل مقتضي ولكن بالقضا
لأنــــه مــــن فـــعـــلـــه تــعالى *** وذاك من فعل الذي تقالى
فصل في الذنوب ومتعلقاتها
ويفسق المذنب بـــالكـبيره *** كذا إذا أصر بالصغيره
لا يخرج المرء من الإيمان *** بموبقات الذنب والعصيان
وواجب علـيه أن يـــتـــوبــــا *** من كل ما جر عليه حوبا
ويقبل المولى بـمحض الفضل *** من غير عبد كافر منفصل
ما لم يــتــب مــن كفره بضده *** فيرتجع عن شركه وصده
ومن يمت ولم يتب من الخطا *** فأمره مفوض لذي العطـا
فإن يـشأ يعف وإن شاء انتقم *** وإن يشأ أعطى وأجزل النعم
فصل في أهل العناد والزندقة والالحاد
وقيل في الدروز والزنادقه *** وســائر الطوائف المنافقه
وكل داع لابتداع يــقـــتــــل *** كمـــن تـكرر نكثه لا يقبل
لأنــه لــم يــبــد مـن إيـمانـه *** إلا الذي أذاع مــن لـسانه
كـملحد وساحر وســـاحـــره *** وهم على نياتهم في الآخره
قلت وإن دلت دلائـل الهـدى *** كما جرى للعيلبوني اهتدى
فإنه أذاع من أســرارهــــم *** ما كان فيه الهتك عن أستارهم
وكان للدين القويم ناصــراً *** فصار منا باطناً و ظاهـراً
فكل زنديق وكل مـــــارق *** وجــــــاحد ملحـد منـافق
إذا استبان نصحه للدين *** فإنـه يقبـل عـن يقـين
فصل في الكلام على الإيمان
إيماننا قول وقصد وعمل *** تزيده التقوى وينقص بالزلل
ونحن في إيماننا نستثنــي *** من غير شك فاستمع واستبن
نتابع الأخيار من أهل الأثر *** ونـقـتـفي الآثــار لا أهل الأثر
ولا تقل إيمانننا مخـــلوق *** ولا قــــديـــم هـكـذا مطلـوق
فـــــإنــه يـشـمــل للصـلاة *** ونـحوها من سائر الطاعات
فـفعلنا نحو الركوع محدث *** وكـــل قـرآن قــديم فـابحثوا
ووكـــــل الله مـــن الـكـرام *** إثـنـيـن حــافظيـــن لـلآنــام
فــــيــكتبان كل أفعال الورى *** كما أتى في النص من غير امترا
باب في ذكر البرزخ والقبور
وأشراط الساعة والبعث والنشور
وكل ما صح من الأخبار *** أو جاء في التنزيل والآثار
من فتنة البرزخ والقبور *** وما أتى في ذا مـن الأمـور
وأن أرواح الورى لم تــعدم *** مع كونها مخــلوقة فاسـتفهم
فكل ما عن سيد الخلق ورد *** من أمر هذا الباب حق لا يرد
ومأتى في النص من اشراط *** فكلـه حــــــــق بلا شـطاط
منها الإمام الخاتم الفصــيح *** محمد المهـــدي والمسـيح
وأنـــه يقتـــل لــلـــدجــــــال *** بباب لدخل عـن جــــــدال
وأمـر يأجوج ومأجوج أثبت *** فإنه حق كهــــدم الــكعبـة
وإن مـــــنـــهـــا آية الدخـان *** وإنه يـــــذهــــب بالقـرآن
طلـع شمس الأفق من دبـور *** كذات أجياد على المشهور
وآخر الآيات حشر النـــــــار *** كما أتـى في محكم الأخبار
فكلها صحت بها الأخبـــــار *** وســــطرت آثارها الأخيار
فصل في أمر المعاد
واجزم بأمر البعث والـــــــنشور *** والحشر جزماً بعد نفخ الصور
كذا وقوف الخلق للحــســــــــاب *** والصحف والـــميزان للثـواب
كذا الصراط ثم حوض المصطفي *** فــــيا هــنا لمن به نال الشـفا
عنـــه يـــذداد الـمفتــرى كما ورد *** ومن نحا سبل السلامة لم يرد
فكن مطيعاً واقف أهل الطاعه *** في الحوض والكوثر والشفاعة
فإنـــــــها ثـــابــتــة للمصطفـى *** كغيره مــــن كـل أربــاب الوفـا
من عالم كالرســـل والأبــــرار *** سوى التي خصت بذي الأنوار
فصل في الجنة والنار
وكــــل إنــــســــان وكـــل جـنـة *** في دار نار أو نـعيم جـنـــــة
هما مصير الخلق من كل الورى *** فالنار دار من تعدى وافـترى
ومن عصى بذنبه لم يــــخـــلــد *** وإن دخلها يابوار المـــعــتدي
وجــــنــــةالـــنـــعـــ يـم للأبـرار *** مصونة عن سـائر الكفـــــار
واجزم بأن النار كالجنة فــــي *** وجودها وأنها لـم تتـلـــــــف
فنسأل الله النعيم والنــــــظـــر *** لربنا من غير ما شــين غبر
فأنه ينظـــر بـــالأبــــصـــــار *** كما أتى في النص والأخبار
لأنه سـبحـــــانه لــم يــحـجب *** إلا عن الكافـــــر والمكذب
فصل في ذكر نبوة محمد والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
وفضل أصحابه وأمته
ومــــن عظيم منة الســــــلام *** ولطفه بسـائر الأنـام
أن أرشد الخلق الى الوصول *** مبيناً للحق بالرسـول
وشـــــرط مـــن أكرم بالنبـوة *** حـــريــة ذكـــورة كــقـــوة
ولا تــــنــال رتبـة النبــــوة *** بالكسب والتهذيب والفـــتوة
لكنها فضل من المولى الأجل *** لمن يشأ من خلقه الى الأجل
ولم تزل فيما مضى الأنبياء *** من فضله تأتى لمن يشاء
حتى أتى بالخاتم الذي ختم *** به وأعلانا على كل الأمم
فصل في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
وخصـه بذاك كالمقام *** وبعــــــــثــــه لسـائر الأنـام
ومعجز القرآن كالمعراج *** حقاً بلا مين ولا اعوجاج
فكم جاء ربه وفضــــله *** وخـــــصـه سـبحانه وخوله
فصل في معجزاته صلى الله عليه وسلم
ومعجزات خاتم الأنبياء *** كثيرة تجـل عـن إحصـاء
منها كلام الله معجز الورى *** كذا انشقاق البدر من غير امترا
فصل في ذكر نبينا وأولي العزم عليهم الصلاة والسلام
وأفضل لعالم من غير أمترا *** نبينا المبعوث في أم القرى
وبعده الأفضل أهل العزم *** فالرسل ثم النبياء بالحزم
فصل فيما يجب للأنبياء وما يجوز وما يستحيل في حقهم
عليهم الصلاة والسلام
وإن كل واحد منهم سلم *** من كل ما نقص ومن كفر عصم
كذلك من إفك ومن خيانه *** لوصـــفهم بالصـدق والأمانـه
وجائز في حق كل الرسل *** الــنوم والنكـاح مثـل الأكـل
فصل في ذكر الصحابة رضي الله عنهم
وليس في الأمة في بالتحقيق *** في الفضل والمعروف كالصديق
وبعده الفاروق من غير افترا *** وبــــــعــده عـثمان فـاترك المـرا
وبعد فالفضل حقيقاً فاسمع *** نظامي هذا للبطين والأنـزع
مجدل الأبطال ماضي العزم *** مفرج الأوجـال وافــــي الـــحـزم
وافي الندى مبدى الهدى مردى *** مجلي الصدا يا ويل من فيه اعتدى
فــــــــحـــبه كحبهم حتماً وجب *** ومن تعدى أو قلى فقـد كـذب
وبعد فالأفضل باقي العشـــره *** فأهل بــدر ثم أهـل الشـجرة
وقــــيل أهل أحد المـــقدمـه *** والأول أولى للنصوص المحكمه
وعائشة في العلم مع خديجة *** في السبق فاقهم نكتـة التيجـه
فصل في فضل الصحابة جملة
وليس في الأمة كالصحابه *** في الفضل والمعروف والإصابه
فإنهم قد شاهدوا المختارا *** وعاينوا الأسـرار والأنـوارا
وجاهدوا في الله حتى بانـا *** دين الهدى وقد سـما الأديانـا
وقد أتى في محكم التنزيل *** من فضلهم ما يشـفي للعـليل
وفي الأحاديث وفي الأثار *** وفي كلام القـوم والأشـعار
ما قدر ربا من ان يحيط نظمي*** عن بعضه فاقنع وخذ من علم
واحذر من الخوض الذي قد يزري *** بفضلهم مما جرى لو تـدري
فإنه عن اجتهاد قـد صـدر *** فأسلم أذل الله من لهم هجـر
وبعدهم فالتابعـون أحـرى *** بالفضل ثم تابعوهـم طـرا
فصل في ذكر كرامات الأولياء وإثباتها
وكل خارق أتى عن صالح *** من تابع لشرعنا وناصح
فإنها من الكرامات التـى *** بها نقول فاقـف للأدلـة
ومن نفاها من ذوي الضلال *** فقد أتى في ذاك بالمحـال
فإنها شهيرة ولم تـزل *** في كل عصر يا شقا أهـل الزلل
فصل في المفاضلة بين البشر والملائكة
وعندنا تفصيل أعيان البشر *** على ملاك ربنا كما اشتهـر
قال ومن قال سوى هذا افترى *** وقد تعدى في المقال واجترا
باب في ذكر الإمامة ومتعلقاتها
ولا غنى لأمة الإسـلام *** في كل عصر كان عن إمام
يذب عنها كل ذي جحود *** ويعتنى بالغزو والحــدود
وفعل معروف وترك نكر *** ونصر مظلوم وقمـع كفـر
وأخذ مال الفيئ والخراج *** ونحوه والصرف في منهاج
ونصبه بالنص والإجماع *** وقهره فحل عـن الخـداع
وشرطه الإسلام والحريه *** عدالة سمع مـع الدريـه
وأن يكون من قريش عالما *** مكلفاً ذا خبـرة وحاكمـا
فكن مطيعا أمره فيما أمر *** ما لم يكن بمنكر فيحـتذر
فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
واعلم بأن الأمر والنهي معا *** فرضا كفاية على من قد وعا
وإن يكن ذا واحدا تعينا *** عليه لكن شرطـه أن يأمنـا
فاصبر وزل باليد واللسان *** لمنكر واحذرمـن النقصـان
ومن نهى عماله قد ارتكب *** فقد أتى مما به يقضى العجب
فـلو بدا بنفسه فذادها *** عن غيها لكان قـد أفادهـا
الخاتمة نسأل الله حسن الخاتمة [ مدارك العلوم ]
مدارك العلوم في العيان *** محصورة في الحد والبرهان
وقال قوم عند أصحاب النظر*** حس وأخبار صحيح والنظر
فالحد وهو أصل كل علم *** وصف محيط كاشف فافتهم
وشرطه طرد وعكس وهو ان *** أنبا عن الذوات فالتام استبن
وان يكن بالجنس ثم الخاصه *** فذاك رسم فافهم المحاصه
وكل معلوم بحس وحجى *** فنكره جهل قبيح في الهجا
فإن يقسم بنفسه فجوهـر *** أو لا فذاك عرض مفتقر
والجسم ما ألف من جزاين *** فصاعدا فاترك حديث المين
ومستحيل الذات غير ممكن *** وضده ما جاز فاسمع زكني
والضد والخلاف والنقيض *** والمثل والغيران مستفيض
وكل هذا علمه حقه *** فلم تطل ولـم ننمــق
والحمد لله على التوفيق *** لمنهج الحق على التحقيق
مسلما بمقتضى الحديث *** والنص في القديم والحديث
لا اعتنى بغير قول والسلف *** موافقـا ائمتـى وسـلفـى
ولست في قولي بذا مقلدا *** إلا النبي المصطفى مبدي الهدى
صلى عليه الله ما قطر نزل *** وما تعـانى ذكره من الأزل
وما المجلس بهديه الديجور *** وراقت الأوقـات والدهـور
وآله وصحبه أهل الوفـا *** معادن التقوى وينبوع الصفا
وتابع وتابع للتابع *** خير الورى حقاً بنص الشـارع
ذكر أئمة المذاهب الأربعة
ورحمة الله مع الرضوان *** والبر والتكريم والإحسـان
تهدى مع التبجيل والإنعام *** مني لمثوى عصمة الإسلام
ائمة الدين هداة الأمه *** أهل التقى من سائر الأئمه
لا سيما أحمد والنعمـان *** ومالك محمـد الصنـوان
التقليد
من لازم لكل أرباب العمل *** تقليد حبر منهم فاسـمع تخل
ومن نحا لسبلهم من الورى *** ما دارت الأفلاك أو نجم سرى
هدية مني لأرباب السلف *** مجانباً للخوض من أهل الخلف
خذها هديت واقتف نظامى *** نفـز بـها أمـلت والسـلام
تمت والحمد لله