اصل سند الطريقة الاسماعيلية السودانيه

بسم الله الرحمن الرحيم
( اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة وطرفة يطرف بها أهل
السموات وأهل الأرض وكل شيىءهو في علمك كائن أو قد كان وأقدم إليك بين يدي
ذلك كــله .استغفرلله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
).
( الحمد لله حمداً جزيلاً جميلاً مثل حمد جميع من حمده كما ينبغي لجلال
وجهه وعظيم سلطانه والشكر له مثل ذلك وأعظم من ذلك ، اللهم صلي على سيدنا
ومولانا محمد السابق الخاتم صلاة تكون لنا وصلة بجنابه وتغيبنا في نوره
وتحسن عاقبتنا بحسن الختام وسلم عليه وعلى آله وصحبــه يا سلام ) .
اصل سند الطريقة الاسماعيلية السودانيه


فلنذكر) أصل سندنا في طريق القوم لأن السند أهم شيء أحق أن يذكر وأعظم أمر
أولى بأن يسطر لأن التأليف المجهول في الغالب عند علماء الرسوم لا يعتبر
وقد يقل فيه الراغب (فنقول) أولا أخذنا الطريقة الختمية عن شيخنا الولي
الكامل الختم السيد محمد عثمان بن السيد محمد أبى بكر الميرغني فإكتفينا
به عمن سواه لحصول المقصود عنده بفضل الله سبحانه لأن أكثر أرباب الأحوال
لم يحصل لهم الكمال على يد شيخ واحد بل يأخذون عن جماعة حتى يتكملوا عند
من جعل الله سبحانه وتعالى كمالهم على يديه كما أن شيخنا المذكور في أول
حاله أخذ عن جماعة حتى بعد ذلك إستكمل على يد شيخه سيدي أحمد بن إدريس
الآتي ذكره فأول ما أخذ شيخنا الطريقة النقشبندية عن السيد أحمد محمد بناه
ثم أخذها أيضا عن الشيخ سعيد العامودى وكلا الشيخين أخذاها عن الشيخ
عبدالقادر الهندي وقد نظمت هذا السند الذي هو سند الطريقة النقشبندية التي
أخذها شيخنا إلى أن أنهيته إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في منظومة
رجزية نفيسة أولها يقول:
هاك رجالا نظمت كالدر في سند طريق ختم الغر
إلى آخرها فراجعها تجدها كافية فيه وقد أخذ أيضا شيخنا المذكور بعض الطرق
عن عمه السيد محمد يس وعمه المذكور أخذ عن والده السيد عبد الله الميرغني
المحجوب ثم شيخنا المذكور أخذ أيضا عن والده السيد محمد بن أبى بكر الصلاة
المشيشية ونحوها ثم بعد هذا كله إجتمع بشيخ إرشاده وتربيته الولي الكامل
العارف بالله تعالى سيدي أحمد بن إدريس وقد أخذ عنه الطريقة النقشبندية
وقد حصل له الكمال على يديه فإكتفى به وسيدي أحمد المذكور أخذ أولا
الطريقة الشاذلية والحزب السيفى عن شيخه الجامع بين الشريعة والحقيقة سيدي
محمد المجيدى وهو أخذ عن سيدي محمد قطب جان وهو أخذ عن أمير المؤمنين سيدي
الإمام على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه ثم إن سيدي أحمد بن
إدريس أخذ الطريقة النقشبندية عن شيخ تربيته وإرشاده الذي تكمل على يديه
سيدي عبد الوهاب النازي وكان قدر صحبته له أربع سنين فقط وأخذ سيدي عبد
الوهاب المذكور بعض الأذكار عن سيدي عبد العزيز الدباغ وهو أخذ عن سيدنا
الخضر عليه السلام وهذا ما أردنا ذكره من سند الأشياخ فهو كاف وأما في
سندنا الأقرب فنقول قد أخذنا جميع الأذكار التي عليها الآن جل إعتمادنا عن
الصاحب الأكرم والخليفة الأعظم سيدنا أبى بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
وبعضها من أمير المؤمنين الإمام الأكبر سيدي على بن أبى طالب رضي الله
تعالى عنه وأقرب من هذا السند فنقول قد أخذنا ذلك كله عن الرسول عليه أفضل
الصلاة والسلام بعد كمالنا وخصوصا الذي عليه إعتمادنا الآن مما إشتملت
عليه طريقتنا الإسماعيلية من أورادها الجلية وقد لمع على الخاطر برق تذكار
بإشارة من الرسول المختار على أن تجمع كامل أذكارنا المشتملة عليها
طريقتنا في هذه الرسالة وذلك في شهر الله جمادى الأول عام ألف ومائتين
وإثنين وستين وذلك بعد فراغنا من تأليف كتابنا المسمى بمشارق شموس الأنوار
ومغارب حسها في معنوي عيون العلوم والأسرار وأما صفة خلوتنا في طريقتنا
فقد أفردناها في رسالة سميتها الطوالع الجلية في كيفية صفة خلوة الطريقة
الإسماعيلية وألحقتها بهذا الكتاب المذكور وقد يفردها عنه من أراد إفرادها
فمن أراد عظمة طريقتنا وتمكننا في أسرار جميع الطرق فعليه بالمطالعة في
تآليفنا وخصوصا هذا الكتاب العظيم المذكور وغيره من المتون والشراح
والرسائل والأمداح لأن كتبي تكون نيابة عنى حيث غبت في حالة الحياة
والممات وهي كافية عنى بعد الوفاة كما عهدت عليه عندما حصل لي الإستقلال
بطريقتي وصار أمري ونهى من الحضرتين ومددي وفيضي يحصل بالله تعالى منى
لمريدي وأهل صحبتي والحمد لله الذي أولاني الهداية والإرشاد وجعلني موصلا
إليه بطريقتي وبطريقة شيخي وبأي طريقة كانت من طرق المتقدمين وبأي ذكر كان
وأجرى على يدي النفع للعباد إنه هو الوهاب الحكيم الفتاح العليم.