بسم الله الرحمن الرحيم
الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
لابن حجر الهيتمي
/ المقدمات / / المقدمة الأولى / . اعلم أن الحامل الداعي لي على التأليف في ذلك وإن كنت قاصراً عن حقائق ما هنالك ما أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع وغيره أنه قال ( إذا ظهرت الفتن أو قال البدع وسبت أصحابي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) . و ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي قال ( ما ظهر أهل بدعة إلا أظهر الله فيهم حجته على لسان من شاء من خلقه ) . و أخرج أبو نعيم أهل البدع شر الخلق والخليقة قيل هما مترادفان وقيل المراد بالأول البهائم وبالثاني الناس . و أخرج أبو حاتم الخزاعي في جزئه أصحاب البدع كلاب النار . و الرافعي عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة والطبراني من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام . و البيهقي وابن أبي عاصم في السنة أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته . و الخطيب والديلمي إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح . و الطبراني والبيهقي والضياء إن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة . و الطبراني إن الإسلام يشيع ثم يكون له فترة فمن كانت فترته إلى غلو وبدعة فأولئك أهل النار . و البيهقي لا يقبل الله لصاحب بدعة صلاة ولا صوماً ولا صدقة ولا حجاً ولا عمرة ولا جهاداً ولا صرفاً ولا عدلاً يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين وسيتلى عليك ما تعلم منه علماً قطعياً أن الرافضة والشيعة ونحوهما من أكابر أهل البدعة فيتناولهم هذا الوعيد الذي في هذه الأحاديث على أنه ورد فيهم أحاديث بخصوصهم . و أخرج المحاملي والطبراني والحاكم عن عويم بن ساعدة أنه قال ( إن الله اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم وزراء وأنصاراً وأصهاراً فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) . و الخطيب عن أنس إن الله اختارني واختار لي أصحاباً واختار لي منهم أصهاراً وأنصاراً فمن حفظني فيهم حفظه الله ومن آذاني فيهم آذاه الله . و أخرج العقيلي في الضعفاء عن أنس إن الله اختارني واختار لي أصحاباً وأصهاراً وسيأتي قوم يسبونهم ويتنقصونهم فلا تجالسوهم ولا تشاربوهم ولا تؤاكلوهم ولا تناكحوهم . و أخرج البغوي والطبراني وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر عن عياض الأنصاري احفظوني في أصحابي وأصهاري وأنصاري فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله منه ومن تخلى الله منه يوشك أن يأخذه . و أخرج أبو ذر الهروي نحوه عن جابر والحسن بن علي وابن عمر رضي الله عنهما . و أخرج هو والذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهم مرفوعاً يكون في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام فاقتلوهم فإنهم مشركون وأخرج أيضاً عن إبراهيم بن حسن بن حسي بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال رسول الله ( يظهر في أمتي في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام ) . و أخرج الدارقطني عن علي عن النبي قال ( سيأتي من بعدي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون ) قال قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم قال يقرظونك بما ليس فيك ويطعنون على السلف . و أخرجه عنه من طريق أخرى نحوه وكذلك من طريق أخرى وزاد عنه ينتحلون حبنا أهل البيت وليسوا كذلك وآية ذلك أنهم يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما . و أخرج أيضاً من طرق عن فاطمة الزهراء وعن أم سلمة رضي الله عنهما نحوه قال ولهذا الحديث عندنا طرق كثيرة . وروى الطبراني عن ابن عباس من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعن علي رضي الله عنه من سب الأنبياء قتل ومن سب أصحابي جلد . و الديلمي عن أنس إذا أراد الله برجل من أمتي خيراً ألقى حب أصحابي في قلبه . و الترمذي عن عبد الله بن مغفل الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن احبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد أذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه . و الخطيب عن ابن عمر إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعنة الله على شركم . و ابن عدي عن عائشة إن شرار أمتي أجرؤهم على أصحابي . وابن ماجه عن عمر احفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم 000 الحديث . و الشيرازي في الألقاب عن أبي سعيد احفظوني في أصحابي فمن حفظني فيهم كان عليه من الله حافظ ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله منه ومن تخلى الله منه يوشك أن يأخذه . و الخطيب عن جابر والدارقطني في الأفراد عن أبي هريرة إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون فلا تسبوا أصحابي فمن سبهم فعليه لعنة الله . روى الحاكم عن أبي سعيد أما إنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم . و أخرج ابن عساكر عن الحسن مرسلاً ما شأنكم وشأن أصحابي ذروا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مثل عمل أحدهم يوماً واحداً . و أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه . و أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر . و أحمد عن أنس دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد ذهباً ما بلغتم أعمالهم . و الدارقطني من حفظني في أصحابي ورد علي الحوض ومن لم يحفظني في أصحابي لم يرد علي الحوض ولم يرني . و الطبراني والحاكم عن عبد الله بن بسر طوبى لمن رآني وآمن بي طوبى لمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي طوبى لهم وحسن مآب وعبد بن حميد عن أبي سعيد وابن عساكر عن واثلة طوبى لمن رآني ولمن رأى من رأى من رآني . و الطبراني عن ابن عمر لعن الله من سب أصحابي . و الترمذي والضياء عن بريدة ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائداً ونوراً لهم يوم القيامة . و أبو يعلى عن أنس مثل أصحابي في أمتي مثل الملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح . و أحمد ومسلم عن أبي موسى النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون . و الترمذي والضياء عن جابر لا تمس النار مسلماً رآني أو رأى من رآني . و الترمذي والحاكم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث . و الطبراني والحاكم عن جعدة بن هبيرة خير الناس قرني الذي أنا فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم والآخرون أراذل . ومسلم عن أبي هريرة خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث . و الحكيم الترمذي عن أبي الدرداء خير أمتي أولها وآخرها وفي وسطها الكدر . و أبو نعيم في الحلية مرسلاً خير هذه الأمة أولها وآخرها أولها فيهم رسول الله وآخرها فيهم عيسى ابن مريم وبين ذلك نهج أعوج ليسوا مني ولست منهم . و الطبراني عن ابن مسعود خير الناس قرني ثم الثاني ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم . و ابن ماجه عن أنس أمتي على خمس طبقات فأربعون سنة أهل بر وتقوى ثم الذين يلونهم إلى عشرين ومائة أهل تواصل وتراحم ثم الذين يلونهم إلى ستين ومائة أهل تدابر وتقاطع ثم الهرج والمرج النجا النجا . و له عنه أيضاً كل طبقة أربعون فأما طبقتي وطبقة أصحابي فأهل علم وإيمان وأما الطبقة الثانية ما بين الأربعين إلى الثمانين فأهل بر وتقوى ثم ذكر نحوه . و الحسن بن سفيان وابن مندة وأبو نعيم في المعرفة عن دارم التميمي الطبقة الأولى أنا ومن معي أهل علم ويقين إلى الأربعين والطبقة الثانية أهل بر وتقوى إلى الثمانين والطبقة الثالثة أهل تراحم وتواصل إلى العشرين ومائة والطبقة الرابعة أهل تقاطع وتظالم إلى الستين ومائة والطبقة الخامسة أهل هرج ومرج إلى المائتين ولابن عساكر مثله إلا أنه قال فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والإيمان وقال بدل المرج الحروب . و كفى فخراً لهم أن الله تبارك وتعالى شهد لهم بأنهم خير الناس حيث قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) فإنهم أول داخل في هذا الخطاب كذلك شهد لهم رسول الله بقوله في الحديث المتفق على صحته ( خير القرون قرني ) ولا مقام أعظم من مقام قوم ارتضاهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونصرته وقال تعالى ( محمد رسول الله