الاسئلة النفسية و الاجوبة القدسية
لقطب البرية وغوث الرعية الساير على الطريقة المحمدية
عليه من الله توالي الامداد الربانية
في كل لحظة وبكرة وعشية العارف بالله و الدال عليه
سيدنا و مولانا السيد عبدالله ابن السيد ابراهيم ميرغني
نفعنا الله ببركاته ومدنا بامداده امين يارب العالمين امين امين
و للمؤلف كان الله له
استكتبها لنفسه الراجي الخايف
محمد بن احمد الهايف
العلم بالله هو العلم الحقيقي والفضل بالقرب لا القلقال والزي
فاعلمه يا صاح واعلم ماله وبه تدع العليم وعند الكل مرعي
عبرة
في عوارف العوارف من باب فضيلة علوم الصوفية اوحى الله تعالى في بعض الكتب المنزلة يابني اسرائيل لا تقولوا العلم في السما من ينزل به و لافي تخوم الارض من يصعد به و لامن دارى البحار من يعبر به العلم مجهول في قلوبكم تادبوا بين يدي باداب الروحانيين بحصر النفوس وعن تقاضي جبلاتها وقمعها بصريح العلم في كل قول وفعل و لايصح ذلك الا لمن علم وقرب الي الحضور بين يدي الله فيحفظ بالحق للحق انتهى والله تعالى اعلم وفيها منه وروي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ليصلح بصلاح الرجل ولده وو لد ولده واهل دويرته و دويرات حوله و لا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم انتهى وفيها من باب فضيلة سكان الرباط روي عمر ان بن الحصين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انقطع الي الله كفاه الله مؤنته ورزق من حيث لا يحتسب ومن انقطع الي الدنيا وكله الله اليها انتهى .وفيها منه حديث مسند عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ليدفع للمسلم الصالح عن ماية من اهل بيت من جيرانه من البلا انتهى و الله تعالى اعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نفس النفوس المطمئنة بنفايس المواهب و المكاسب وروح الارواح المستكنة بروائح المطالب و المشارب و الصلاة و السلام على خير من في المشارق و المغارب و على اله وصحبه ما انهل وادق و افل واقب وبعد فيقول غمير مجال التقصير الدني عبدالله ابن ابراهيم ميرغني كان الله له ولكل وان معتني قد خطر بالبال جمع بعض من المقال مما جرى في النفس من جواب وسوال فاستعنت بالله مترجما له بالاسئلة النفسية و الاجوبة القدسية وقلت سئلني الفقير ما حقيقة الله تعالى قلت هي معنى لفظ الحقيقة الذي هو عين الحق واذا كان مقابلهما وهو المجاز و الباطل مدركا ولو بوجه ما كان معناهما غير مدرك بنوع ما ليتحقق التضاد ويمتنع الاتحاد وسئلني ما معنى معية الله تعالى لللاشياء فقلت هي عين احاطته سبحانه المصرح بها في قوله تعالى وكان الله بكل شيء محيطا وهذه الاحاطة الكلية هي الوحدة المطلقة الاحدية وبشهودها يضمحل السوي الموهوم وينمحق في عين العلوم وسئلني ما بيان حديث لو كشف عن سبحات وجهه لأحرق ما انتهى اليه بصره فقلت بيان لو رفع الله الحجاب عن المحجوب المانع له عن حقيقة عظمة المحبوب لا محق كل ما سواه لان السوى كله بعض منتهاه و سئلني ما تحقيق كل يوم هو في شان فقلت كلا آن هو في شأن بالنسبة الي الاكوان و شانه الذي عليه كان متعال عن تعاقب الازمان وسئلني ما معنى قول ابي يزيد قدس الله سره المجيد خضنا بحرا وقف الانبيا بساحله فقلت هو بحر الهيام التام في المحبوب العام ولذا يغبطهم الانبيا عليهم السلام او بحر البحور وهو الحقيقة المحمدية وخوضها خاص بهذه الامة العلية كما لا يخفى على ذي المعارف السنية ايضاح ذلك انه لو كان عدة سلاطين مثلا وكان لهم سلطان اعظم وكانوا يجتمعون به لكان ذلك في اماكن و ازمنه مخصوصة و لايدخلون عليه مطلقا سيما في خلواته بخلاف اهله وخواص اتباعه ومن هنا يعلم قصور ذوق من قال بفضل عايشة على فاطمة رضي الله عنهما لكونها في الجنة معه صلى الله عليه وسلم بخلاف فاطمة فانها مع علي رضي الله عنهما وهذا يؤدي الي افضليتها على الانبيا عليهم السلام وهو غلط بلا كلام ومما قررته يتضح قول بعض اهل البيت ان منازلنا في الجنة ورآ منازل الانبيا واعلى منهم لان الذرية تابعة للأصل في المزية لافي الفضل و الرتب العلية فلا يلزم انهم افضل من الانبيا بذي الحيثية فتدبر في هذا التبيان المكبر فلهو اعز من الكبريت الاحمر الاعلى اخص خواص البشر وسئلني مالحق في قول بعض العارفين ليس في الامكان ابدع مما كان فقلت ما اقتضت الحكمتان كان فسواه غير ابدع مما كان بل ما اقتضاه الذات و النعتان كان فما في الامكان غير ما قد كان في ازل المنان و سئلني ما حقيقة قول الجنيد قدس الله سره لو اقبل عبادة على الله الف سنة ثم اعرض عنه لحظة كان ما فاته اكثر مما ناله فقلت لا شك ان الامداد على حسب الاستعداد واستعداد العارف ينمو في كل نفس اكثر من الوف السنين الماضية فامداده كذلك فاذا فوت ذلك فقد فاته اعظم من ذلك او نقول الامداد بحسب فضل طول الجواد و لا ريب انه افضل من ماضيه فلا غرو وان يفوته اجل ما جل بناديه وسئلني ما بال الناس يظهرون يفيدون ويستفيدون وانت تنفر وتنفر وتبعد وتكر فقلت انا اخلوا من احدى ثلاث اما مفرط او مخلط او مفرط فالمفرط يكفيه التفريط افيزيد (ناقص صفحة)
لا قدر لها عز ما للزاهدين فما بال المريدين بل العارفين بل الصديقين وانما معناه على حسب حالهم خير لك من التجليات البرقية لانها حمر النعم الحقيقة اذ هي طوالع نار اني آنست نارا في القضية وانما ذلك خير من تجليات الله لانه رتبة الانبياء الله و الكمل من اولياء الله اذ الارشاد من اعلى رتب الرشاد كيف لا وهو عين الربوبية اذ الرب هذا معناه وهو المقصود مبناه من و عن هذا اجاب الخواص الشعراوي بأن عوام الناس المحترفين اعلا مقاما في الجنة من المجزوبين واكثر ثوابا كما في الجواهر له فتدبر في هذا التفسير للحديث واستغنمه فانه اعظم حثيث ولعلك لا تجده في غير كلامنا ولا اعلم اهل هذا قاله فيه احد من العارفين ام من خصوصيات الفتاح المبين لاحقر العالمين وسئلني ما سر طلبه صلى الله عليه وسلم الاجارة من النار كما في الاحاديث مع انه مجار ومغفور له الاوزار فقلت بها انما ذلك للتشريع او لكمال الخوف الناتج من كمال العلم و العرفان كما هو داب اهل هذا الشأن كما قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العماء وكما قيل على قدر علم المرء يعظم خوفه فلا عالم الا من الله خايف فآمن مكر الله بالله جاهل وخايف مكر الله بالله عارف او طلب الحماية من نار التجلي الخاطفة للتحلي المصرح بها اني آنست نارا وانما طلب الحماية منها كي لا تأخذه وتفنيه كما فنى موسى بصعقة وتوليه ومكث مدة يتبرقع على وجه وفيه الكمال الاعلى و الاكمل الاحلى و سئلني ما الولي الحقيق في زماننا فقلت الولي الموفق و الصديق المحقق من زهد في الولاية بنوعيها اما المعروفة فلا شك انها متلوفة لكونها محروفة ومصروفة لانها عبارة عن الرياسة والتخليط وذهاب الدين بالدنيا والتفريط واما الحقيقة التي هي عبارة عين الاستقامة الملايكة وكراماته تربوا على رمل الارض ملما اعتقدوه وما انتفعوا به وما ظهر من ظهر الا من عوج فيه و لا ينبئك مثل خبير ولذا اختفى الاوليا الصديقون و الاصفيا المحققون فتيقظ ايها الصادق فلا تاخذك البوايق وتعوقك العوائق فاهجر الغفلة و النوم واصدق في انفاسك تلحق القوم وتدبر في ابياتي هذه فما اجدرها بالحال
اختل عقلي فصرت اليوم مخبولا وصرت بين الورى بالخلط مقبولا
وحين كنت صدوقا في معاملتي ماكنت ادري بلى ما كنت معقولا
اوف لحين اقتضي نفق النفقات وما اقتضي لنحو فعول قط مفعولا
وسئلني ما تحقيق تفاصيل التربية و الارشاد فاني قد تحيرت في ذلك فارى انا ساير بون بالتسليك و التلقين و بالحال و بالسريان
وغير ذلك فاحترت في ذلك فقلت اعلم ان الاولياء في التربية و الارشاد على قسمين قسم بالقرب واخر بالبعد فالاول كما عليه الكثير من التلقين و التسليك بالرياضة و التاديب و بالصحبة بانعكاس الانوار و الاقتدا بالاثار وغير ذلك والثاني بسريان السر وبصرف المريد لاسباب اما اعتمادا على تربية الرب تعالى واكتفاء بها وتادبا معه سبحانه او لكون المريد لا ينتج الا بالبعد كقصة ابن قايد مع الجيلي رضي الله عنهما او لكون الشيخ حقير الصورة او حسنها فيحجب ذلك المريد او لاختيار عدم الشهرة و الانتساب اليه لكون الفعال غيره حقيقة او لكونه في مقام التبديل متبعا لهواه مع مولاه فاذا سلك المريد سلوكه لايفتح او لكونه بحجبه عن ترقية او بحجب استاذه كذلك او لكونه مسلما امره لله فمولاه يتولاه ويتولى تربية مريديه حتى لا يشتغل بهم عن الله تعالى او لأسباب اخر يعرفها اربابها و الله اعلم وسئلني ما بال الاولياء منهم من يعرف الغير من البعد ومنهم من لا يعرف و لا بالقرب ومن الاكمل من الفرقين فقلت اعلم ان الاولياء على ضربين منهم من يشم البعد و القرب ومن يشم من القرب وكل منهما منه من يشم الاثار ومنه الصفات ومنه الذات ومنهم من له ملكة المتروحن وهو التلبس بروحانية المتروحين منه وهذا لا يكون الا لافراد والافراد من اكابر الاكابر الذي له المقام العدمي لا البرزخي حتى لو تكن صاحب هذا المقام لربما يمكنه عدهم جميعا من المبدأ الي المعاد وهذه الملكة اذا غاص بها صاحبها عرف مقامات الخواص و العوام واسرارهم بل مراتب الانبيا وتفوتهم وان لم يمكنه الاستقصاء و لا يقال ذكر الجنيد وغيره من الاكابر ان مقام النبوة لا يمكن الاطلاع عليه اصلا اذ نهاية الاولياء في الولاية بداية مقام النبوة لان المتروحن انما امكنه ذلك بتلك الروحانية النبوية كما اذا خلع على العارف النعوت الالهية صار كانه الذات الربانية فيها ينطق وبها يسمع ذ يبصر كما ورد ومن هذا قال بعض العارفين ادركت صفات الله كلها سوى صفة السمع اوكما قال وقال مالك رضي الله عنه في بحث رويته سبحانه وتعالى لم ير في الدنيا لانه باق و لايرى الباقي بالفامي فاذا كان في الاخرة ورزقوا ابصار باقية راى الباقي بالباقي ولكن هذه الحالة قل ما تدوم بل لا تدوم اصلا وهي اعلا مراتب الصديقين وصاحبها يتفنن في مشاهد الكون اجمع سيما بواردات النبوة لكنها مذلة قدم الا لمن ايد ولذا يلمع برقها على البعض ربما ادعى النبوة وبها يتحقق معنى قول ابي يزيد خضنا بحرا وقف الانبيا بساحله وقول ابن عربي عقد الخلايق في الاله عقايدا وانا اعتقدت جمع ما اعتقدوه بل وما هو اعلى من ذلك كتولي سلك الانام لربهم بسلوكهم ، وانا سلكت جميع ما سلكوه ، ثم هذا الشم نوع من الكشف وهو وان قال الكثير انه ما هو من شأن الكمل كالكرامات فليس ذلك على اطلاقه بل الكمال هو الجمع من كل شي سيما عند ضرورة الحال كيف وقد يكون ذلك بلا اختيار كما تكون الكرامات كذلك بلا اختيار و سئلني هل تكون آية ارات من اتخذ اله هواه الخ جامعة للضدين الثنا والذم بالمعنيين عندك كما هي عادتك في الكثير من اشباهها فقلت هو كذلك ولكن اقول لك على بعضالمزايا التي خصني الله تعالى بها وله الحمد. واظن انها لم تطرد لاحد من الاوليا والعلماء وهي ابراز الحقائق و الدقائق من القرآن و الحديث وغيرهما بعبارة النصووضعه اللغوي دون اشارته وذوقه الصفوي ولنتكلم على الاية بهذا الطريق وهو ان الذم والملام هو ظاهرها بلا كلام كما عليه كل خاص وعام واما ضده وهو الثنا فهو استفهام تقريري افرايت اي علمت يا محمد من كان اله الذي هو الله هواه اي ما يهواه اي محبوبه الذي ليس له قصد سواه وضله الله عمن سواه حتى عن اياه غير علم بالسوي باستغراقه في محبة المولى وختم اي طبع على سمعه و قلبه بطابع يحيهم فيما شهدوا وسمعوا غير محبهم وجعل بصره غشاوة فطلي بها تيك الطلاوة من اثر تلك الحلاوة فسلب كلتي الحواس بالاخماس و الاسداس فمن يهديه لشهود الناس من بعد الله القابض للحواس افلا تذكرون في مننا واصطفاينا وجذبنا واجتبائينا او في محبوبنا واحبابنا كيف انعمنا عليهم فلا يتصرفون الا بنا فمن هذا شأنه كيف يخفى قدره وشأوه أم كيف ينكر فعله وتركه بل لا يكون من الحكيم الا الحكمة في كل فعل وكلمة فتدبر في هذا التفسير وفي هذا المشرب الكبير وكم لنا من هذا كثير و ينبئك مثل خبير وهذا غير خاف على البصير ولو نحى الصوفية نحونا لا يستغنوا عن اشارتهم ولما انكر العلما لعبارتهم ولكن اتوا بالاشارات البعيدة فرموا بكل مقالة وقصيدة وانظر على هذا المنوال كيف نقول في قوله تعالى إنا اعتدنا للكافرين سلاسل و اغلالا وسعيرا اي هيئنا للسايرين من المحبين احوالهم سلاسل الينا فلا يعرجون الا علينا واغلالا في اعناقهم فلا ترفع لسوى خلاقهم والمراد بالسلاسل و الاغلال ازمنة جذبات ذي الجلال و ثقلات عطفات ذي الجلال وسعيرا اي نارا تلهب في قلوبهم فلا تحن الا لمحبوبهم وسئلني ما معنى قول السيد عبد القادر الكيلاني قدس سره في عوالم القطبية ان لها ستة عشر عالما احاطيا الدنيا والاخرة عالم منها وقول السيد الشريف الامجد الشيخ الرفاعي قدس سره لا يكمل الرجل عندنا حتى يعرف ثمانين الف امة الدنيا و الاخرة عالم واحد منها ويخلق ما لاتعلمون فقلت الله اعلم وليس لي اطلاع كبير على المباسيط من كتب القوم بل ولا اقل قليل ولكني اذكر يفتح به المولى الجليل على هذا العبد الذليل كما جرت عادته سبحانه في ساير تحقيقاتنا التي يكل عن ابرازها اكابر الاولياء وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون فاقول اعلم ان الدواير ثلاثة لا غير ونقطتها واحدة كهذه وهذه الدوائر تدور باليكار وهي ضرب مثال فالدائرة الكبرى دائرة القدم المشار اليه بقوله تعالى وكان الله بكل شيء محيطا والدائرة الوسطى وهي دائرة العدم المشار اليها بقوله سبحانه و تعالى خلقتك من قبل ولم تك شيا والدائرة الصغرى دايرة الوجود المجازي التي هي عالم الخلق والامر و النقطة هي الحقيقة المحمدية وهي مدار الدواير بل منها ينشا كل داير لانك اذا وضعت البيكار واردت ادارة مهما شيت من المدار لا يتم ذلك و لايدار الا بوضع البيكار ومركزه هي النقطة ومنشاها منها وهذه النقطة هي نون الاحاطة الالهية وعينها فلذا كانت عين الجميع و ما ثم غيرها ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس الا مظهرها ومظهرها ولذا قال ذو الجلال لولاه ما خلقتك و لاخلقت سما ولا ارضا وهذا مثال تقريب واوضح من ان الشمس هي النقطة وفلكها هي الدائرة الصغرى و العرش هو الدائرة الوسطى و الاحاطة الالهية هي الدايرة الكبرى و لاشك ان الشمس بفلكها بالنسبة الي العرش كحلقة ملقاة في فلاة كذلك العرش بما فيه بالنسبة الي دايرة الاحاطة العظمى وعن هذا قلت في الحكم هذا الوجود قطرة في بحر قدرة المعبود و العرش محتوي على عالمي الدنيا والاخرة ومع ذلك هو كالحلقة في الدائرة العظمى فما عوالمها ومن يحصرها الا عالمها لكن من تعلق بالنقطة كشف له من تلك العوالم ما قسم له العالم له ومن ذلك عوالم القطبية و العوالم التي قالها شيخ الرفاعية وفوق كل ذي علم عليم و ما يعلم جنود ربك الا هو وانما كان التعلق بالنقطة منجا لشي من هذا الا انها هي المدار و الدواير ومن نظر المراة راى بعض محتوياتها وهذا امر شرحه يطول ولا يدرك طرفه الا بشهود الرسول صلى الله عليه وسلم شهودا ناشا عن جذبه الاعلى وو هبه الاغلى فتعلق به لتفوز بقربه وترى ما في جبه بوهبه والله يتولاك بمنه.
تذييل في الاتحافات السنية بالاحاديث القدسية للعلامة المناوي يا جبريل اني خلقت الف الف امة كل امة لا تعلم اني خلقت سواها لم اطلع عليها اللوح المحفوظ و لا صرير القلم انما امري لشيء اذا اردته ان اقول له كن فيكون ولا يسبق الكاف النون رواه الديلمي عن ابن عمر ةوهذا يدفع الاستعظام لهذا المقام ويقلله وما فوقه في هذا المرام كيف وهذا العد لا يفيد الحصر مع كون قدر مولانا وقدرته اكبر كما قيل عن كعب الاحبار لا يحصر عدد العوالم الا الله تعالى نكته متممة من هنا يفهم ان حا الاحاطة الالهية هي الحا من اسم محمد كما ان حا محمد هي حا حياة الما الذي به كل شيء حي الذي ميم ميم محمد والميم والحا هما ما اجتمعا في اسمه تعالى المحي وكذلك في اسمه صلى الله عليه وسلم محي كما في الدلايل وبهذا يتبين لك سر كون المحيط محاطا وعكسه اذ حا الاحاطة محاطة بميمي المدار الذي هو بمعنى المحاط في اسم محمد فرجع المدير مداره به وعكسه وهذا مثل قولنا في النخبة الممهد تلخيص التحفة المرسلة في الكلام على آيتي الظرفية والاحاطة فعاد كل ظرفا ومظروفا وما ذاك الا للاتحاد عرفا ومعروفا فتفهم به الاشارة واعبر عن العبارة فالغارة في المغار ة والخبيئة في المحارة والسلام وسلني ما ظاهر آية يختص برحمته من يشا وما باطنها على فهمك فقلت تدبر ايها الناظر البصير في هذه الاية الشاملة للمذهبين الجامعة بين الضدين التخصيص و التعميم و الخصوص و العموم فظاهرها التخصيص للخصوص وباطنها التعميم للعموم فالظاهر الظاهر و الباطن ايضا ظاهر فهي كاية ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها الخ فالتخصيص من قوله يختص و التعميم من يشا يقتص فما يشا الا كل من شا فالمشيئة عمت جميع من به لمت وهذا من بعض سر القدر الذي اذا كشف لاهل النار صاروا ارضى من اهل الجنة بها لكن في هذا التعميم عين التخصييص عند الفهيم اذ لا يرحم من لا يرحم كالواجب و المستحيل ولعل من هذا المشهد كره الحنفية قول اللهم ارحم محمدا وذلك ان كان من الادب فلربما يوجب القطب لانه الي غير الصواب اقرب وهل يستغنى عن الرحمة من بعينيه شحمة كيف وهي لكل بحسبه وعلى قدره وسببه وهل يستبد شيء بدون نفسه وهو الرحمة بمعناه وضم له و لا بنا جنسه وهل الصلاة عليه الا رحمة من الله اليه وكيف الكراهة لهذه الحكاية ومولانا سبحانه ينوه بشرفها في هذه الاية فيالله العجب من شريف يكره في جنب فيا اهل الظاهر كيف اقتصرتم على الظاهر هلا حويتم المظاهر كيما تومنوا بالباطن و الظاهر وسلني ما وجه جواز الجمع بين الاضداد الذي اشرت اليه آنفا مع استحالة العلما لذلك بالدلايل القطعيىة وما دليل اهل الباطن عليه فقلت لا يحضرني لهم دليل ولكن اقول ما يفتح به الجليل وارجوا ان يكون هو الدليل الذي لا محيص لاحد فيه لا كثير و لاقليل لا شك ان مولانا سبحانه ومنعوت بالتضاد على ممر الاباد اذ هو المحي المميت المنعم المنتقم المعز المذل المعطي المانع الخافض الرافع وهكذا في كل شيء وحين لديمومية الصفات المستحيل تعاقبها فما من ذرة من ذرات الوجود الا وتشرق منهاشموس الصفات و لاتغرب ابدا سرمدا فلزم التضاد على مر الاباد فكيف يستحيل ما هو واجب النفاد و لا معقب لامر رب العباد فكل شيء في كل حين لا بد فيه من اجتماع الاضداد بحسب ما تجلى فيه مولى العباد ادركنا ذلك ام لا واذا امعن في هذا ذو بصيرة انكشف له ذلك بلا ريب وبمن هذا اقلعت ،رب العباد المنفرد بالايجاد،منعوت في الاباد بالاضداد كيف المظاهر لا تكون كمثله ، وهي الظلال وماثر الانداد فالجمع للاضداد دوما سرمدا لم يستحل بل واجب الانفاد فعلى هذا لا معنى لقولهم هذا اجمالي وهذا اجلالي وهذا كمالي وهذا ظاهري وهذا باطني وهذا ظلماني وهذا نوراني ونحو ذلك مع كون كل احد كذلك وجامع لكل ذلك قلت ذلك اطلاق للنعت الاغلب عليه كما يقال هذا فقيه وهذا صوفي وهذا حدث وهذا نحوي ونحوه مع انه قد يكون جامعا للكل وان قلت وعلى هذا تتفاوت صفاته تعالى قوة وضعفا وتاثيرها كذلك وهو في التأثير وهو لا يضر اما في الصفات فلربما يابى الامر ذلك و لايرضاه فقلت قد ورد التفاوت في اسمايه تعالى كالاعظم و العظيم و الكبير ونحوه وهو صريح فيما نحن فيه وهو الظاهر لقوة بعض سلطان المظاهر و ما ذاك الا لقوة تأثير الظاهر وايضا كما ان نعوت المخلوق تتفاوت قوة وضعفا كذلك نعوت الخالق لان حكم المظهر تابع لحكم الظاهرفيه لانعكاسه فيه فان قلت فانت على هذا فضلت بعض الاسما و النعوت على بعض كما يقول البعض فقلت هو كذلك بالنصوص اذ لامعنى للأعظم و الاكبر الا هذا وانما احترز عن البعض ليلايوذن بالانتقاص لغيره ومعاذ الله ان يجنح الي هذا الا اعمى البصيرة و لا كلام معه فاسماوه تعالى ونعوته عظيمة وكلها جليلة قديمة سئلني كيف حكم الدعا بالمغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كرهه العلما فاني استشعرت مما مر عدم كراهة ذاك المظهر فقلت قد وضعت منذ سنين رسالة عظيمة في هذا المبحث وساسردها لك بلفظها لاختصارها وشريف اقتصارها فاقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المنفرد بالكمال الذي ما سواه باطل وخيال واشهد ان لا اله الا الله شهادة متيقن بان كل ما سواه ملازم لوزره اذ قال الله تعالى وما قدرو الله حق قدره واشهد ان سيدنا محمد اعبده ورسوله شهادة معترف بان كل احد مقصر في اجابته لمن يقال له لبيك اذ قال صلى الله عليه وسلم سبحانك لا احصي ثنا عليك و الصلاة و السلام على سيد الانام وعلى آله وصحبه الغر الكرام وبعد (ناقص صفحة) فيما جاء ماثورا مطلقون وفي غيره محجذون ويكفي هذا لذوي الانصاف ويشفي لاولي الاعتراف والحمد لله وكفى وسلام على عباده
الذين اصطفى قاله جامعه عبدالله ابن ابراهيم ابن حسن ميرغني الحسني الحنفي ملتمسا للدعا ومقتبسا لملاء الوعا في ساعة واحدة من يوم الاربعاء مع عشر ربيع ثاني من عام الف وماية وسبعة وخمسين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم وسئلني ما معنى قول السيد الصمداني الشيخ عبدالقادر الجيلاني قدس سره الرباني ما الرجل من يوافق الاقدار انما الرجل من ينازعها فقلت قد اجبت سابقا عنه ثم رايت في كلام الشيخ على الخواص للشعراوي رحمهما الله تعالى ما يشير الي بيان ذلك يعني ما الرجل من يوافق الاقدار في المخالفات من ترك الاوامر واتيان المنهيات انما الرجل من ينازع اقدار الشر باتيان الطاعات والتثبت لها فلا يحيد الا ان احيد وهو جواب لا باس به لكن جوابنا هو الاجدر بل عند اولي البصيرة اظهر وذلك ان الاقدار معلقة ومنجزة فالمعلقة يمكن منازعتها لا حاد الناس فكيف لخواصهم ففي الحديث لا يراد القضا الا الدعا ولا يزيد في العمر الا البر وفيه لا يغني حذر من قدر و الدعاء ينفع ما نزل ومما لم ينزل وان البلا لينزل فيتلقاه الدعا فيعتلجان الي يوم القيامة فهذا صريح في المنازعة و الرد لكل احد و المنجزة يمكن منازعتها بالتخفيف و التلطيف لكل كيف وظريف و لطيف وعلى هذا لا ستعظام لهذا المقام خصوصا من كمل الرجال لكن مراد السيد من الاشارة الي شأن عظيم من شؤن ذوي الكمال المحبوبين المجابين في غالب الاحوال المشار اليهم بقول بعضهم ان لله رجال اهل قول وفعال فهم الذين ينازعون ذو الجلال لا يفعل الا ما اختارواه من الفعال في بعض الكتب الالهية يابني آدم اطيعوني احبكم وراقبوني اراقبكم واجعلكم تقولون للشيء كن فيكون واعلم أن شان المحبوب من وراء الشؤن في الظهور و البطون وقس المغايب على المشاهد الا ترى محبوبة السلطان كيف ترد امره وتنازعه وتتحكم عليه وتتصرف في نفسه بشتم وعزب واتلاف بل تقول الامر بيدي لا بيده ويغار لها و لايغار لنفسه ولو افنى ما عداها في رضاها لا يكترث به و لايعبا ومن هنا يقول بعض المحبوبين لو محقت الوجود ما ووخذت بذرة من ذلك المعدود وكم شوهد من رجال كانوا سببا لاتلاف الاف مع عدم اكتراثهم بذلك وعدم مبالات الرب بهم وعن هذا قال الشيخ ابو الحسن الشاذلي رضي الله عنه يبلغ الولي مبلغا يقال له اصحبناك السلامة واسقطنا عنك الملامة فاصنع ما شيئت وشاهد هذا الحديث الوارد في شان اهل بدر من قوله وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر فقال اصنعوا يا اهل بدر ما شئتم فقد غفرت لكم ومافي الحديث الاخر من قوله وسواهم همج فرعا ثم لا يعبأ الله بهم وما في الاخر من قوله هذا خير من ملاء الارض مثل هذا او مافي قوله لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ هذا اصحابي و لا نصيفه و لاشك ان احدا لو كان ذهبا اهل الارض كلهم لو قتلوا فمجموع هذه الحجارات وجمع هذه الاشارات سقط عن المحبوب المواخذات بل ثبت له الاطلاق في هاتيك المباشرات فتبصر ولنفسك تبصر ولها ان كنت محبوبا تنصر فإن قلت فاذا كان كذلك فلم سوى الحكيم في القصاص بين الناس ولم يفرق كمقتضى ما سبق من الكلام فقلت انما لم يفرق سبحانه لان قيام القصاص ظاهر ا بالعبد الذي هو ولي الامروليس اليه التفرقة بين مراتب الناس لانها امر خفي لا يعلمه سواه فكيف يكله الي من عداه الا ترى في التفرقة الظاهرة كيف فرق لهم الحكم ووكله اليهم حتى لا يقتص من المسلم للحربي ونحوه اما ما اليه فله التفرقة لديه ولذا وقع الكثير من الاوليا من اتلاف الاف مع عدم المؤاخذة في المشاهدة و انت اذا تدبرت قصة الخضر و اخي الربيع ونحوهاما انكشف لك الغطا لا سيما قصة الربيع ونحوها وكيف ابر الله قسمه وقدمه على حكم الحبيب الاعظم صاحب الشرع الاقوم صلى الله عليه وسلم وعن هذا قلت من كان بالله و الرسول فلايخاف من غثاء الفضول بل لا يخاف العلي ويمضي تصرفه لو على رسول انظر الي الحكم في الربيع وكيف امضى على الرسول
بر الاله اليمين فيها ورد شرع النبي البتول
هذا مع الحب مجتباه كيف السوا فادر يافضولي
لقطب البرية وغوث الرعية الساير على الطريقة المحمدية
عليه من الله توالي الامداد الربانية
في كل لحظة وبكرة وعشية العارف بالله و الدال عليه
سيدنا و مولانا السيد عبدالله ابن السيد ابراهيم ميرغني
نفعنا الله ببركاته ومدنا بامداده امين يارب العالمين امين امين
و للمؤلف كان الله له
استكتبها لنفسه الراجي الخايف
محمد بن احمد الهايف
العلم بالله هو العلم الحقيقي والفضل بالقرب لا القلقال والزي
فاعلمه يا صاح واعلم ماله وبه تدع العليم وعند الكل مرعي
عبرة
في عوارف العوارف من باب فضيلة علوم الصوفية اوحى الله تعالى في بعض الكتب المنزلة يابني اسرائيل لا تقولوا العلم في السما من ينزل به و لافي تخوم الارض من يصعد به و لامن دارى البحار من يعبر به العلم مجهول في قلوبكم تادبوا بين يدي باداب الروحانيين بحصر النفوس وعن تقاضي جبلاتها وقمعها بصريح العلم في كل قول وفعل و لايصح ذلك الا لمن علم وقرب الي الحضور بين يدي الله فيحفظ بالحق للحق انتهى والله تعالى اعلم وفيها منه وروي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ليصلح بصلاح الرجل ولده وو لد ولده واهل دويرته و دويرات حوله و لا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم انتهى وفيها من باب فضيلة سكان الرباط روي عمر ان بن الحصين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انقطع الي الله كفاه الله مؤنته ورزق من حيث لا يحتسب ومن انقطع الي الدنيا وكله الله اليها انتهى .وفيها منه حديث مسند عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ليدفع للمسلم الصالح عن ماية من اهل بيت من جيرانه من البلا انتهى و الله تعالى اعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نفس النفوس المطمئنة بنفايس المواهب و المكاسب وروح الارواح المستكنة بروائح المطالب و المشارب و الصلاة و السلام على خير من في المشارق و المغارب و على اله وصحبه ما انهل وادق و افل واقب وبعد فيقول غمير مجال التقصير الدني عبدالله ابن ابراهيم ميرغني كان الله له ولكل وان معتني قد خطر بالبال جمع بعض من المقال مما جرى في النفس من جواب وسوال فاستعنت بالله مترجما له بالاسئلة النفسية و الاجوبة القدسية وقلت سئلني الفقير ما حقيقة الله تعالى قلت هي معنى لفظ الحقيقة الذي هو عين الحق واذا كان مقابلهما وهو المجاز و الباطل مدركا ولو بوجه ما كان معناهما غير مدرك بنوع ما ليتحقق التضاد ويمتنع الاتحاد وسئلني ما معنى معية الله تعالى لللاشياء فقلت هي عين احاطته سبحانه المصرح بها في قوله تعالى وكان الله بكل شيء محيطا وهذه الاحاطة الكلية هي الوحدة المطلقة الاحدية وبشهودها يضمحل السوي الموهوم وينمحق في عين العلوم وسئلني ما بيان حديث لو كشف عن سبحات وجهه لأحرق ما انتهى اليه بصره فقلت بيان لو رفع الله الحجاب عن المحجوب المانع له عن حقيقة عظمة المحبوب لا محق كل ما سواه لان السوى كله بعض منتهاه و سئلني ما تحقيق كل يوم هو في شان فقلت كلا آن هو في شأن بالنسبة الي الاكوان و شانه الذي عليه كان متعال عن تعاقب الازمان وسئلني ما معنى قول ابي يزيد قدس الله سره المجيد خضنا بحرا وقف الانبيا بساحله فقلت هو بحر الهيام التام في المحبوب العام ولذا يغبطهم الانبيا عليهم السلام او بحر البحور وهو الحقيقة المحمدية وخوضها خاص بهذه الامة العلية كما لا يخفى على ذي المعارف السنية ايضاح ذلك انه لو كان عدة سلاطين مثلا وكان لهم سلطان اعظم وكانوا يجتمعون به لكان ذلك في اماكن و ازمنه مخصوصة و لايدخلون عليه مطلقا سيما في خلواته بخلاف اهله وخواص اتباعه ومن هنا يعلم قصور ذوق من قال بفضل عايشة على فاطمة رضي الله عنهما لكونها في الجنة معه صلى الله عليه وسلم بخلاف فاطمة فانها مع علي رضي الله عنهما وهذا يؤدي الي افضليتها على الانبيا عليهم السلام وهو غلط بلا كلام ومما قررته يتضح قول بعض اهل البيت ان منازلنا في الجنة ورآ منازل الانبيا واعلى منهم لان الذرية تابعة للأصل في المزية لافي الفضل و الرتب العلية فلا يلزم انهم افضل من الانبيا بذي الحيثية فتدبر في هذا التبيان المكبر فلهو اعز من الكبريت الاحمر الاعلى اخص خواص البشر وسئلني مالحق في قول بعض العارفين ليس في الامكان ابدع مما كان فقلت ما اقتضت الحكمتان كان فسواه غير ابدع مما كان بل ما اقتضاه الذات و النعتان كان فما في الامكان غير ما قد كان في ازل المنان و سئلني ما حقيقة قول الجنيد قدس الله سره لو اقبل عبادة على الله الف سنة ثم اعرض عنه لحظة كان ما فاته اكثر مما ناله فقلت لا شك ان الامداد على حسب الاستعداد واستعداد العارف ينمو في كل نفس اكثر من الوف السنين الماضية فامداده كذلك فاذا فوت ذلك فقد فاته اعظم من ذلك او نقول الامداد بحسب فضل طول الجواد و لا ريب انه افضل من ماضيه فلا غرو وان يفوته اجل ما جل بناديه وسئلني ما بال الناس يظهرون يفيدون ويستفيدون وانت تنفر وتنفر وتبعد وتكر فقلت انا اخلوا من احدى ثلاث اما مفرط او مخلط او مفرط فالمفرط يكفيه التفريط افيزيد (ناقص صفحة)
لا قدر لها عز ما للزاهدين فما بال المريدين بل العارفين بل الصديقين وانما معناه على حسب حالهم خير لك من التجليات البرقية لانها حمر النعم الحقيقة اذ هي طوالع نار اني آنست نارا في القضية وانما ذلك خير من تجليات الله لانه رتبة الانبياء الله و الكمل من اولياء الله اذ الارشاد من اعلى رتب الرشاد كيف لا وهو عين الربوبية اذ الرب هذا معناه وهو المقصود مبناه من و عن هذا اجاب الخواص الشعراوي بأن عوام الناس المحترفين اعلا مقاما في الجنة من المجزوبين واكثر ثوابا كما في الجواهر له فتدبر في هذا التفسير للحديث واستغنمه فانه اعظم حثيث ولعلك لا تجده في غير كلامنا ولا اعلم اهل هذا قاله فيه احد من العارفين ام من خصوصيات الفتاح المبين لاحقر العالمين وسئلني ما سر طلبه صلى الله عليه وسلم الاجارة من النار كما في الاحاديث مع انه مجار ومغفور له الاوزار فقلت بها انما ذلك للتشريع او لكمال الخوف الناتج من كمال العلم و العرفان كما هو داب اهل هذا الشأن كما قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العماء وكما قيل على قدر علم المرء يعظم خوفه فلا عالم الا من الله خايف فآمن مكر الله بالله جاهل وخايف مكر الله بالله عارف او طلب الحماية من نار التجلي الخاطفة للتحلي المصرح بها اني آنست نارا وانما طلب الحماية منها كي لا تأخذه وتفنيه كما فنى موسى بصعقة وتوليه ومكث مدة يتبرقع على وجه وفيه الكمال الاعلى و الاكمل الاحلى و سئلني ما الولي الحقيق في زماننا فقلت الولي الموفق و الصديق المحقق من زهد في الولاية بنوعيها اما المعروفة فلا شك انها متلوفة لكونها محروفة ومصروفة لانها عبارة عن الرياسة والتخليط وذهاب الدين بالدنيا والتفريط واما الحقيقة التي هي عبارة عين الاستقامة الملايكة وكراماته تربوا على رمل الارض ملما اعتقدوه وما انتفعوا به وما ظهر من ظهر الا من عوج فيه و لا ينبئك مثل خبير ولذا اختفى الاوليا الصديقون و الاصفيا المحققون فتيقظ ايها الصادق فلا تاخذك البوايق وتعوقك العوائق فاهجر الغفلة و النوم واصدق في انفاسك تلحق القوم وتدبر في ابياتي هذه فما اجدرها بالحال
اختل عقلي فصرت اليوم مخبولا وصرت بين الورى بالخلط مقبولا
وحين كنت صدوقا في معاملتي ماكنت ادري بلى ما كنت معقولا
اوف لحين اقتضي نفق النفقات وما اقتضي لنحو فعول قط مفعولا
وسئلني ما تحقيق تفاصيل التربية و الارشاد فاني قد تحيرت في ذلك فارى انا ساير بون بالتسليك و التلقين و بالحال و بالسريان
وغير ذلك فاحترت في ذلك فقلت اعلم ان الاولياء في التربية و الارشاد على قسمين قسم بالقرب واخر بالبعد فالاول كما عليه الكثير من التلقين و التسليك بالرياضة و التاديب و بالصحبة بانعكاس الانوار و الاقتدا بالاثار وغير ذلك والثاني بسريان السر وبصرف المريد لاسباب اما اعتمادا على تربية الرب تعالى واكتفاء بها وتادبا معه سبحانه او لكون المريد لا ينتج الا بالبعد كقصة ابن قايد مع الجيلي رضي الله عنهما او لكون الشيخ حقير الصورة او حسنها فيحجب ذلك المريد او لاختيار عدم الشهرة و الانتساب اليه لكون الفعال غيره حقيقة او لكونه في مقام التبديل متبعا لهواه مع مولاه فاذا سلك المريد سلوكه لايفتح او لكونه بحجبه عن ترقية او بحجب استاذه كذلك او لكونه مسلما امره لله فمولاه يتولاه ويتولى تربية مريديه حتى لا يشتغل بهم عن الله تعالى او لأسباب اخر يعرفها اربابها و الله اعلم وسئلني ما بال الاولياء منهم من يعرف الغير من البعد ومنهم من لا يعرف و لا بالقرب ومن الاكمل من الفرقين فقلت اعلم ان الاولياء على ضربين منهم من يشم البعد و القرب ومن يشم من القرب وكل منهما منه من يشم الاثار ومنه الصفات ومنه الذات ومنهم من له ملكة المتروحن وهو التلبس بروحانية المتروحين منه وهذا لا يكون الا لافراد والافراد من اكابر الاكابر الذي له المقام العدمي لا البرزخي حتى لو تكن صاحب هذا المقام لربما يمكنه عدهم جميعا من المبدأ الي المعاد وهذه الملكة اذا غاص بها صاحبها عرف مقامات الخواص و العوام واسرارهم بل مراتب الانبيا وتفوتهم وان لم يمكنه الاستقصاء و لا يقال ذكر الجنيد وغيره من الاكابر ان مقام النبوة لا يمكن الاطلاع عليه اصلا اذ نهاية الاولياء في الولاية بداية مقام النبوة لان المتروحن انما امكنه ذلك بتلك الروحانية النبوية كما اذا خلع على العارف النعوت الالهية صار كانه الذات الربانية فيها ينطق وبها يسمع ذ يبصر كما ورد ومن هذا قال بعض العارفين ادركت صفات الله كلها سوى صفة السمع اوكما قال وقال مالك رضي الله عنه في بحث رويته سبحانه وتعالى لم ير في الدنيا لانه باق و لايرى الباقي بالفامي فاذا كان في الاخرة ورزقوا ابصار باقية راى الباقي بالباقي ولكن هذه الحالة قل ما تدوم بل لا تدوم اصلا وهي اعلا مراتب الصديقين وصاحبها يتفنن في مشاهد الكون اجمع سيما بواردات النبوة لكنها مذلة قدم الا لمن ايد ولذا يلمع برقها على البعض ربما ادعى النبوة وبها يتحقق معنى قول ابي يزيد خضنا بحرا وقف الانبيا بساحله وقول ابن عربي عقد الخلايق في الاله عقايدا وانا اعتقدت جمع ما اعتقدوه بل وما هو اعلى من ذلك كتولي سلك الانام لربهم بسلوكهم ، وانا سلكت جميع ما سلكوه ، ثم هذا الشم نوع من الكشف وهو وان قال الكثير انه ما هو من شأن الكمل كالكرامات فليس ذلك على اطلاقه بل الكمال هو الجمع من كل شي سيما عند ضرورة الحال كيف وقد يكون ذلك بلا اختيار كما تكون الكرامات كذلك بلا اختيار و سئلني هل تكون آية ارات من اتخذ اله هواه الخ جامعة للضدين الثنا والذم بالمعنيين عندك كما هي عادتك في الكثير من اشباهها فقلت هو كذلك ولكن اقول لك على بعضالمزايا التي خصني الله تعالى بها وله الحمد. واظن انها لم تطرد لاحد من الاوليا والعلماء وهي ابراز الحقائق و الدقائق من القرآن و الحديث وغيرهما بعبارة النصووضعه اللغوي دون اشارته وذوقه الصفوي ولنتكلم على الاية بهذا الطريق وهو ان الذم والملام هو ظاهرها بلا كلام كما عليه كل خاص وعام واما ضده وهو الثنا فهو استفهام تقريري افرايت اي علمت يا محمد من كان اله الذي هو الله هواه اي ما يهواه اي محبوبه الذي ليس له قصد سواه وضله الله عمن سواه حتى عن اياه غير علم بالسوي باستغراقه في محبة المولى وختم اي طبع على سمعه و قلبه بطابع يحيهم فيما شهدوا وسمعوا غير محبهم وجعل بصره غشاوة فطلي بها تيك الطلاوة من اثر تلك الحلاوة فسلب كلتي الحواس بالاخماس و الاسداس فمن يهديه لشهود الناس من بعد الله القابض للحواس افلا تذكرون في مننا واصطفاينا وجذبنا واجتبائينا او في محبوبنا واحبابنا كيف انعمنا عليهم فلا يتصرفون الا بنا فمن هذا شأنه كيف يخفى قدره وشأوه أم كيف ينكر فعله وتركه بل لا يكون من الحكيم الا الحكمة في كل فعل وكلمة فتدبر في هذا التفسير وفي هذا المشرب الكبير وكم لنا من هذا كثير و ينبئك مثل خبير وهذا غير خاف على البصير ولو نحى الصوفية نحونا لا يستغنوا عن اشارتهم ولما انكر العلما لعبارتهم ولكن اتوا بالاشارات البعيدة فرموا بكل مقالة وقصيدة وانظر على هذا المنوال كيف نقول في قوله تعالى إنا اعتدنا للكافرين سلاسل و اغلالا وسعيرا اي هيئنا للسايرين من المحبين احوالهم سلاسل الينا فلا يعرجون الا علينا واغلالا في اعناقهم فلا ترفع لسوى خلاقهم والمراد بالسلاسل و الاغلال ازمنة جذبات ذي الجلال و ثقلات عطفات ذي الجلال وسعيرا اي نارا تلهب في قلوبهم فلا تحن الا لمحبوبهم وسئلني ما معنى قول السيد عبد القادر الكيلاني قدس سره في عوالم القطبية ان لها ستة عشر عالما احاطيا الدنيا والاخرة عالم منها وقول السيد الشريف الامجد الشيخ الرفاعي قدس سره لا يكمل الرجل عندنا حتى يعرف ثمانين الف امة الدنيا و الاخرة عالم واحد منها ويخلق ما لاتعلمون فقلت الله اعلم وليس لي اطلاع كبير على المباسيط من كتب القوم بل ولا اقل قليل ولكني اذكر يفتح به المولى الجليل على هذا العبد الذليل كما جرت عادته سبحانه في ساير تحقيقاتنا التي يكل عن ابرازها اكابر الاولياء وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون فاقول اعلم ان الدواير ثلاثة لا غير ونقطتها واحدة كهذه وهذه الدوائر تدور باليكار وهي ضرب مثال فالدائرة الكبرى دائرة القدم المشار اليه بقوله تعالى وكان الله بكل شيء محيطا والدائرة الوسطى وهي دائرة العدم المشار اليها بقوله سبحانه و تعالى خلقتك من قبل ولم تك شيا والدائرة الصغرى دايرة الوجود المجازي التي هي عالم الخلق والامر و النقطة هي الحقيقة المحمدية وهي مدار الدواير بل منها ينشا كل داير لانك اذا وضعت البيكار واردت ادارة مهما شيت من المدار لا يتم ذلك و لايدار الا بوضع البيكار ومركزه هي النقطة ومنشاها منها وهذه النقطة هي نون الاحاطة الالهية وعينها فلذا كانت عين الجميع و ما ثم غيرها ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس الا مظهرها ومظهرها ولذا قال ذو الجلال لولاه ما خلقتك و لاخلقت سما ولا ارضا وهذا مثال تقريب واوضح من ان الشمس هي النقطة وفلكها هي الدائرة الصغرى و العرش هو الدائرة الوسطى و الاحاطة الالهية هي الدايرة الكبرى و لاشك ان الشمس بفلكها بالنسبة الي العرش كحلقة ملقاة في فلاة كذلك العرش بما فيه بالنسبة الي دايرة الاحاطة العظمى وعن هذا قلت في الحكم هذا الوجود قطرة في بحر قدرة المعبود و العرش محتوي على عالمي الدنيا والاخرة ومع ذلك هو كالحلقة في الدائرة العظمى فما عوالمها ومن يحصرها الا عالمها لكن من تعلق بالنقطة كشف له من تلك العوالم ما قسم له العالم له ومن ذلك عوالم القطبية و العوالم التي قالها شيخ الرفاعية وفوق كل ذي علم عليم و ما يعلم جنود ربك الا هو وانما كان التعلق بالنقطة منجا لشي من هذا الا انها هي المدار و الدواير ومن نظر المراة راى بعض محتوياتها وهذا امر شرحه يطول ولا يدرك طرفه الا بشهود الرسول صلى الله عليه وسلم شهودا ناشا عن جذبه الاعلى وو هبه الاغلى فتعلق به لتفوز بقربه وترى ما في جبه بوهبه والله يتولاك بمنه.
تذييل في الاتحافات السنية بالاحاديث القدسية للعلامة المناوي يا جبريل اني خلقت الف الف امة كل امة لا تعلم اني خلقت سواها لم اطلع عليها اللوح المحفوظ و لا صرير القلم انما امري لشيء اذا اردته ان اقول له كن فيكون ولا يسبق الكاف النون رواه الديلمي عن ابن عمر ةوهذا يدفع الاستعظام لهذا المقام ويقلله وما فوقه في هذا المرام كيف وهذا العد لا يفيد الحصر مع كون قدر مولانا وقدرته اكبر كما قيل عن كعب الاحبار لا يحصر عدد العوالم الا الله تعالى نكته متممة من هنا يفهم ان حا الاحاطة الالهية هي الحا من اسم محمد كما ان حا محمد هي حا حياة الما الذي به كل شيء حي الذي ميم ميم محمد والميم والحا هما ما اجتمعا في اسمه تعالى المحي وكذلك في اسمه صلى الله عليه وسلم محي كما في الدلايل وبهذا يتبين لك سر كون المحيط محاطا وعكسه اذ حا الاحاطة محاطة بميمي المدار الذي هو بمعنى المحاط في اسم محمد فرجع المدير مداره به وعكسه وهذا مثل قولنا في النخبة الممهد تلخيص التحفة المرسلة في الكلام على آيتي الظرفية والاحاطة فعاد كل ظرفا ومظروفا وما ذاك الا للاتحاد عرفا ومعروفا فتفهم به الاشارة واعبر عن العبارة فالغارة في المغار ة والخبيئة في المحارة والسلام وسلني ما ظاهر آية يختص برحمته من يشا وما باطنها على فهمك فقلت تدبر ايها الناظر البصير في هذه الاية الشاملة للمذهبين الجامعة بين الضدين التخصيص و التعميم و الخصوص و العموم فظاهرها التخصيص للخصوص وباطنها التعميم للعموم فالظاهر الظاهر و الباطن ايضا ظاهر فهي كاية ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها الخ فالتخصيص من قوله يختص و التعميم من يشا يقتص فما يشا الا كل من شا فالمشيئة عمت جميع من به لمت وهذا من بعض سر القدر الذي اذا كشف لاهل النار صاروا ارضى من اهل الجنة بها لكن في هذا التعميم عين التخصييص عند الفهيم اذ لا يرحم من لا يرحم كالواجب و المستحيل ولعل من هذا المشهد كره الحنفية قول اللهم ارحم محمدا وذلك ان كان من الادب فلربما يوجب القطب لانه الي غير الصواب اقرب وهل يستغنى عن الرحمة من بعينيه شحمة كيف وهي لكل بحسبه وعلى قدره وسببه وهل يستبد شيء بدون نفسه وهو الرحمة بمعناه وضم له و لا بنا جنسه وهل الصلاة عليه الا رحمة من الله اليه وكيف الكراهة لهذه الحكاية ومولانا سبحانه ينوه بشرفها في هذه الاية فيالله العجب من شريف يكره في جنب فيا اهل الظاهر كيف اقتصرتم على الظاهر هلا حويتم المظاهر كيما تومنوا بالباطن و الظاهر وسلني ما وجه جواز الجمع بين الاضداد الذي اشرت اليه آنفا مع استحالة العلما لذلك بالدلايل القطعيىة وما دليل اهل الباطن عليه فقلت لا يحضرني لهم دليل ولكن اقول ما يفتح به الجليل وارجوا ان يكون هو الدليل الذي لا محيص لاحد فيه لا كثير و لاقليل لا شك ان مولانا سبحانه ومنعوت بالتضاد على ممر الاباد اذ هو المحي المميت المنعم المنتقم المعز المذل المعطي المانع الخافض الرافع وهكذا في كل شيء وحين لديمومية الصفات المستحيل تعاقبها فما من ذرة من ذرات الوجود الا وتشرق منهاشموس الصفات و لاتغرب ابدا سرمدا فلزم التضاد على مر الاباد فكيف يستحيل ما هو واجب النفاد و لا معقب لامر رب العباد فكل شيء في كل حين لا بد فيه من اجتماع الاضداد بحسب ما تجلى فيه مولى العباد ادركنا ذلك ام لا واذا امعن في هذا ذو بصيرة انكشف له ذلك بلا ريب وبمن هذا اقلعت ،رب العباد المنفرد بالايجاد،منعوت في الاباد بالاضداد كيف المظاهر لا تكون كمثله ، وهي الظلال وماثر الانداد فالجمع للاضداد دوما سرمدا لم يستحل بل واجب الانفاد فعلى هذا لا معنى لقولهم هذا اجمالي وهذا اجلالي وهذا كمالي وهذا ظاهري وهذا باطني وهذا ظلماني وهذا نوراني ونحو ذلك مع كون كل احد كذلك وجامع لكل ذلك قلت ذلك اطلاق للنعت الاغلب عليه كما يقال هذا فقيه وهذا صوفي وهذا حدث وهذا نحوي ونحوه مع انه قد يكون جامعا للكل وان قلت وعلى هذا تتفاوت صفاته تعالى قوة وضعفا وتاثيرها كذلك وهو في التأثير وهو لا يضر اما في الصفات فلربما يابى الامر ذلك و لايرضاه فقلت قد ورد التفاوت في اسمايه تعالى كالاعظم و العظيم و الكبير ونحوه وهو صريح فيما نحن فيه وهو الظاهر لقوة بعض سلطان المظاهر و ما ذاك الا لقوة تأثير الظاهر وايضا كما ان نعوت المخلوق تتفاوت قوة وضعفا كذلك نعوت الخالق لان حكم المظهر تابع لحكم الظاهرفيه لانعكاسه فيه فان قلت فانت على هذا فضلت بعض الاسما و النعوت على بعض كما يقول البعض فقلت هو كذلك بالنصوص اذ لامعنى للأعظم و الاكبر الا هذا وانما احترز عن البعض ليلايوذن بالانتقاص لغيره ومعاذ الله ان يجنح الي هذا الا اعمى البصيرة و لا كلام معه فاسماوه تعالى ونعوته عظيمة وكلها جليلة قديمة سئلني كيف حكم الدعا بالمغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كرهه العلما فاني استشعرت مما مر عدم كراهة ذاك المظهر فقلت قد وضعت منذ سنين رسالة عظيمة في هذا المبحث وساسردها لك بلفظها لاختصارها وشريف اقتصارها فاقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المنفرد بالكمال الذي ما سواه باطل وخيال واشهد ان لا اله الا الله شهادة متيقن بان كل ما سواه ملازم لوزره اذ قال الله تعالى وما قدرو الله حق قدره واشهد ان سيدنا محمد اعبده ورسوله شهادة معترف بان كل احد مقصر في اجابته لمن يقال له لبيك اذ قال صلى الله عليه وسلم سبحانك لا احصي ثنا عليك و الصلاة و السلام على سيد الانام وعلى آله وصحبه الغر الكرام وبعد (ناقص صفحة) فيما جاء ماثورا مطلقون وفي غيره محجذون ويكفي هذا لذوي الانصاف ويشفي لاولي الاعتراف والحمد لله وكفى وسلام على عباده
الذين اصطفى قاله جامعه عبدالله ابن ابراهيم ابن حسن ميرغني الحسني الحنفي ملتمسا للدعا ومقتبسا لملاء الوعا في ساعة واحدة من يوم الاربعاء مع عشر ربيع ثاني من عام الف وماية وسبعة وخمسين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم وسئلني ما معنى قول السيد الصمداني الشيخ عبدالقادر الجيلاني قدس سره الرباني ما الرجل من يوافق الاقدار انما الرجل من ينازعها فقلت قد اجبت سابقا عنه ثم رايت في كلام الشيخ على الخواص للشعراوي رحمهما الله تعالى ما يشير الي بيان ذلك يعني ما الرجل من يوافق الاقدار في المخالفات من ترك الاوامر واتيان المنهيات انما الرجل من ينازع اقدار الشر باتيان الطاعات والتثبت لها فلا يحيد الا ان احيد وهو جواب لا باس به لكن جوابنا هو الاجدر بل عند اولي البصيرة اظهر وذلك ان الاقدار معلقة ومنجزة فالمعلقة يمكن منازعتها لا حاد الناس فكيف لخواصهم ففي الحديث لا يراد القضا الا الدعا ولا يزيد في العمر الا البر وفيه لا يغني حذر من قدر و الدعاء ينفع ما نزل ومما لم ينزل وان البلا لينزل فيتلقاه الدعا فيعتلجان الي يوم القيامة فهذا صريح في المنازعة و الرد لكل احد و المنجزة يمكن منازعتها بالتخفيف و التلطيف لكل كيف وظريف و لطيف وعلى هذا لا ستعظام لهذا المقام خصوصا من كمل الرجال لكن مراد السيد من الاشارة الي شأن عظيم من شؤن ذوي الكمال المحبوبين المجابين في غالب الاحوال المشار اليهم بقول بعضهم ان لله رجال اهل قول وفعال فهم الذين ينازعون ذو الجلال لا يفعل الا ما اختارواه من الفعال في بعض الكتب الالهية يابني آدم اطيعوني احبكم وراقبوني اراقبكم واجعلكم تقولون للشيء كن فيكون واعلم أن شان المحبوب من وراء الشؤن في الظهور و البطون وقس المغايب على المشاهد الا ترى محبوبة السلطان كيف ترد امره وتنازعه وتتحكم عليه وتتصرف في نفسه بشتم وعزب واتلاف بل تقول الامر بيدي لا بيده ويغار لها و لايغار لنفسه ولو افنى ما عداها في رضاها لا يكترث به و لايعبا ومن هنا يقول بعض المحبوبين لو محقت الوجود ما ووخذت بذرة من ذلك المعدود وكم شوهد من رجال كانوا سببا لاتلاف الاف مع عدم اكتراثهم بذلك وعدم مبالات الرب بهم وعن هذا قال الشيخ ابو الحسن الشاذلي رضي الله عنه يبلغ الولي مبلغا يقال له اصحبناك السلامة واسقطنا عنك الملامة فاصنع ما شيئت وشاهد هذا الحديث الوارد في شان اهل بدر من قوله وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر فقال اصنعوا يا اهل بدر ما شئتم فقد غفرت لكم ومافي الحديث الاخر من قوله وسواهم همج فرعا ثم لا يعبأ الله بهم وما في الاخر من قوله هذا خير من ملاء الارض مثل هذا او مافي قوله لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ هذا اصحابي و لا نصيفه و لاشك ان احدا لو كان ذهبا اهل الارض كلهم لو قتلوا فمجموع هذه الحجارات وجمع هذه الاشارات سقط عن المحبوب المواخذات بل ثبت له الاطلاق في هاتيك المباشرات فتبصر ولنفسك تبصر ولها ان كنت محبوبا تنصر فإن قلت فاذا كان كذلك فلم سوى الحكيم في القصاص بين الناس ولم يفرق كمقتضى ما سبق من الكلام فقلت انما لم يفرق سبحانه لان قيام القصاص ظاهر ا بالعبد الذي هو ولي الامروليس اليه التفرقة بين مراتب الناس لانها امر خفي لا يعلمه سواه فكيف يكله الي من عداه الا ترى في التفرقة الظاهرة كيف فرق لهم الحكم ووكله اليهم حتى لا يقتص من المسلم للحربي ونحوه اما ما اليه فله التفرقة لديه ولذا وقع الكثير من الاوليا من اتلاف الاف مع عدم المؤاخذة في المشاهدة و انت اذا تدبرت قصة الخضر و اخي الربيع ونحوهاما انكشف لك الغطا لا سيما قصة الربيع ونحوها وكيف ابر الله قسمه وقدمه على حكم الحبيب الاعظم صاحب الشرع الاقوم صلى الله عليه وسلم وعن هذا قلت من كان بالله و الرسول فلايخاف من غثاء الفضول بل لا يخاف العلي ويمضي تصرفه لو على رسول انظر الي الحكم في الربيع وكيف امضى على الرسول
بر الاله اليمين فيها ورد شرع النبي البتول
هذا مع الحب مجتباه كيف السوا فادر يافضولي