واما كراماته رضي الله عنه فحدث عن البحر ولا حرج فانها تدهش عند سماعها الافكار وتحير الالباب والانظار ولا تدخل تحت حصر ولا ينقطع مددها مدى الدهر فمنها ما ذكره السيد حسن تاج الدين الكمخلي أحد علماء المدينة المنورة في مناقب الاستاذ من أنه رضي الله عنه لما كان باحدى براري السودان أقبل عليه رجل عظيم من الامراء ومعه نحو مائتين من الاتباع طالبين الارشاد الي سلوك الطريق القويم فلما قربوا من حضرته ترجلوا عن مطاياهم وتمثلوا بين يديه فاجاب طلبهم وخلف عليهم أميرهم وبعد فرغوا من أعمالهم وأرادوا الرجوع الى أوطانهم بحثوا عن مطاياهم فلم يجدوها وكانت قد أخذتها اللصوص فرجعوا الي الاستاذ وأخبروه انها سرقت فعند ذلك أشار الاستاذ بيده واذا بقائل يقول وجدت الجمال في موضعها فتعجب كل من الحاضرين من تلك الكرامة ومنها انه كان سائرا مع قافلة عظيمة من دنقلة الي كردفان فنفد ماؤها واشتد ظمؤها فاستغاثوا به فرفع بصره الي السماء متضرعا الي الله تعالى بعد ان أمرهم برفع أمتعتهم من مجاري السيول فما أتم الاستاذ دعاءه الا وأمطرت السماء وسالت السيول فشربوا وملؤا أوانيهم ونجاهم الله ببركته من ذلك الهلاك ومنها مر بجهة من جهات كوفيت وجبال الباريه والبازه وكان جميع أهلها كفارا مجوسا أصلهم كسران حبش ودأبهم ان يؤذوا كل من يمر عليهم من الناس فنزل عندهم فأكرموا مثواه وأسلموا جميعا على يده وهداهعم الله ببركته فسبحان من أعطاه هذه الكرامات وخصه بعظيم الخصوصيات التي منها انه لا يصحبه مريد صادق ثلاثة أيام الا وتلوح عليه الانوار ولا يموت الاولياء من أولياء الله ولذلك كان يقول من رآني ومن رأى من رآني الي خمسة لم تمسه النار ولا حرج على ذلك فان الله يختص برحمته من يشاء وقد قال مثل ذلك سيدي أبويزيد البسطامي فقال بعض العلماء لبعض تلامذته كيف يقول شيخكم ان من رآه ومن رأى من رآه لم تمسه النار مع ان أبا جهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم تمنعه الرؤية من العذاب فقال له التلميذ ان أبا جهل لم ير النبي صلى الله عليه وسلم الا يتيم أبي طالب فعند ذلك سلم الشيخ المعترض وأقر على هذه الكرامة