بسم الله الرحمن الرحيم
هذا نص كتاب
"التجريد في كلمة التوحيد"
للإمام الأجل جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد الغزالي
" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الأجل جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد الغزالي- رحمة الله عليه - في الحديث الصحيح والنقل الوارد الصحيح عن سيد البشر سيدنا محمد المصطفى قال ذلك خبراً عن الله - تعالى - صلى الله عليه وسلم" لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي " ، قال الشيخ الإمام - رحمة الله عليه - :
كلمة لا إله إلا الله هي الحصن الأكبر وهى علم التوحيد ، من تحصن بحصنها فقد حصل سعادة الأبد ونعيم السرمد ومن تخلف عن التحصن بها فقد حصل شقاوة وعذاب السرمد ، ومهما لم تكن هذه الكلمة حصناً دائراً على قلبك وروحها نقطة تلك الدائرة وسلطانها حارساً يمنع نفسك وهواك وشيطانك من الدخول إلى النقطة فأنت خارج الحصن ومجرد قولك لا يزن مثقال ذرة و لا يزن جنا بعوضة فانظر ما هو نصيبك من هذه الكلمة فإن كان نصيبك روحها و معناها " أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ " وهو نصيب سيد الخلائق محمد - صلى الله عليه وسلم - ومائة ألف نبي ونيف وعشرين ألف نبي فقد حزت ذخر الكونين وفزت بسعادة الدارين وكتبت في جريدة الأولياء و زمرة عالم الفضل" فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا " و إن كان نصيبك مجرد لقلقة اللسان "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا " فهو نصيب رأس المنافقين عبد الله بن أبى بن كعب بن سلول ومائة ألف منافق " إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ " فقد صرت ممن خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين وكتبت في جريدة الأعداء من جملة عالم العدل "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " لا إله إلا اله حصن ولكن نصبوا عليه منجنيق التكذيب و رموه بحجارة التخريب وتظاهروا على هدمه بمعاول الشقاء والنفاق فدخل عليهم العدو فطمس معالمه ودرس مراسمه وشوش مسكن الملك ومحل نظره ، وسلبهم المعنى وتركهم مع الصورة " إِنّ الله لا ينظر إلى صُورِكم و إنّما ينظر إلى قلوبكم " سلبوا معنى لا إله إلا الله فبقى معهم لقلقة اللسان وقعقعة الحروف وهو ذكر الحصن لا معنى الحصن ، وكما أن ذكر النار لا يحرق وذكر الماء لا يغرق وذكر الخبز لا يشبع وذكر السيف لا يقطع فكذلكم ذكر الحصن لا يمنع.
فــصـــل
هذا الحديث يجئ بالقيل والقال . ما احترق لسان قط بقوله " نـار " . و لا استغنى أحد بقوله " ديـنـار " . القول قشر والمعنى لب . القول صدف والمعنى در ، فماذا تصنع بالقشر مع فقدان اللب ، وماذا تصنع بالصدف مع فقدان الجوهر ، هذه الكلمة مع معناها بمنزلة الروح مع الجسد ، وكما لا ينتفع بالجسد دون الروح فكذلك لا ينتفع بهذه الكلمة بدون معناها، فعالم الفضل أخذوا هذه الكلمة بصورتها ومعناها فزينوا بصورتها ظواهرهم وزينوا بمعناها بواطنهم فحصل لهم بها خير الدنيا و الآخرة وبرز لهم شهادة القدم بالتصديق " شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ ".
وعالم العدل أخذوا هذه الكلمة بصورتها دون معناها زينوا بالكلمة ظواهرهم بالقول وبواطنهم بالكفر وقلوبهم مسودة مظلمة ، فحسنوا بها أعراضهم وحصلوا بها أغراضهم وغداً تأتيهم ريح من صوب القدرة تطفئ ذلك النور فيبقون في ظلمة كفرهم "ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ" وبرزت لهم شهادة القدم عليهم بالتكذيب "وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون" .
هذا نص كتاب
"التجريد في كلمة التوحيد"
للإمام الأجل جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد الغزالي
" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الأجل جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد الغزالي- رحمة الله عليه - في الحديث الصحيح والنقل الوارد الصحيح عن سيد البشر سيدنا محمد المصطفى قال ذلك خبراً عن الله - تعالى - صلى الله عليه وسلم" لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي " ، قال الشيخ الإمام - رحمة الله عليه - :
كلمة لا إله إلا الله هي الحصن الأكبر وهى علم التوحيد ، من تحصن بحصنها فقد حصل سعادة الأبد ونعيم السرمد ومن تخلف عن التحصن بها فقد حصل شقاوة وعذاب السرمد ، ومهما لم تكن هذه الكلمة حصناً دائراً على قلبك وروحها نقطة تلك الدائرة وسلطانها حارساً يمنع نفسك وهواك وشيطانك من الدخول إلى النقطة فأنت خارج الحصن ومجرد قولك لا يزن مثقال ذرة و لا يزن جنا بعوضة فانظر ما هو نصيبك من هذه الكلمة فإن كان نصيبك روحها و معناها " أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ " وهو نصيب سيد الخلائق محمد - صلى الله عليه وسلم - ومائة ألف نبي ونيف وعشرين ألف نبي فقد حزت ذخر الكونين وفزت بسعادة الدارين وكتبت في جريدة الأولياء و زمرة عالم الفضل" فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا " و إن كان نصيبك مجرد لقلقة اللسان "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا " فهو نصيب رأس المنافقين عبد الله بن أبى بن كعب بن سلول ومائة ألف منافق " إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ " فقد صرت ممن خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين وكتبت في جريدة الأعداء من جملة عالم العدل "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " لا إله إلا اله حصن ولكن نصبوا عليه منجنيق التكذيب و رموه بحجارة التخريب وتظاهروا على هدمه بمعاول الشقاء والنفاق فدخل عليهم العدو فطمس معالمه ودرس مراسمه وشوش مسكن الملك ومحل نظره ، وسلبهم المعنى وتركهم مع الصورة " إِنّ الله لا ينظر إلى صُورِكم و إنّما ينظر إلى قلوبكم " سلبوا معنى لا إله إلا الله فبقى معهم لقلقة اللسان وقعقعة الحروف وهو ذكر الحصن لا معنى الحصن ، وكما أن ذكر النار لا يحرق وذكر الماء لا يغرق وذكر الخبز لا يشبع وذكر السيف لا يقطع فكذلكم ذكر الحصن لا يمنع.
فــصـــل
هذا الحديث يجئ بالقيل والقال . ما احترق لسان قط بقوله " نـار " . و لا استغنى أحد بقوله " ديـنـار " . القول قشر والمعنى لب . القول صدف والمعنى در ، فماذا تصنع بالقشر مع فقدان اللب ، وماذا تصنع بالصدف مع فقدان الجوهر ، هذه الكلمة مع معناها بمنزلة الروح مع الجسد ، وكما لا ينتفع بالجسد دون الروح فكذلك لا ينتفع بهذه الكلمة بدون معناها، فعالم الفضل أخذوا هذه الكلمة بصورتها ومعناها فزينوا بصورتها ظواهرهم وزينوا بمعناها بواطنهم فحصل لهم بها خير الدنيا و الآخرة وبرز لهم شهادة القدم بالتصديق " شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ ".
وعالم العدل أخذوا هذه الكلمة بصورتها دون معناها زينوا بالكلمة ظواهرهم بالقول وبواطنهم بالكفر وقلوبهم مسودة مظلمة ، فحسنوا بها أعراضهم وحصلوا بها أغراضهم وغداً تأتيهم ريح من صوب القدرة تطفئ ذلك النور فيبقون في ظلمة كفرهم "ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ" وبرزت لهم شهادة القدم عليهم بالتكذيب "وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون" .